responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 338

قلت لها: أنا متعجب من وجود خضر رديئة في هذه المزرعة التي توفرت لها كل أسباب الحياة.. لقد كان الأصل أن لا تكون هناك أي ثمرة رديئة.

التفتت إلي، وقالت: صدقت.. ذلك ما أقوله دائما للفلاحين الذين يزالون أعمالهم في هذه المزرعة..

قلت: فهل بحثت عن سر الرداءة والجودة؟

قالت: أجل.. لقد قمت ببحث معمق لذلك.. لا لأجل هذه المزرعة.. ولا لأجل ما أجنيه منها من مال.. ولكن لأجل أمر أخطر.

قلت: أمر أخطر.. ما هو؟

قالت: أنا أرى الفطرة النباتية هي الفطرة التي انطلقت منها فطرة الإنسان.. ولذلك فالانحراف الذي يحصل في عالم النبات قد يحصل مثله في عالم الإنسان، وأسباب الانحراف قد تكون نفسها.

قلت: هذا قياس جيد، وقد سمعت بعضهم يعتبره[1].. فكيف عبرت من النبات إلى الإنسان؟

قالت: ذلك سهل.. لقد وجدت أن جودة النبات تعتمد على ثلاثة أمور: جودة البذور، وجودة الوسط الذي تتغذى منه النبتة، ورعاية الفلاح.

قلت: هذا بالنسبة للنبات.. فكيف عبرت منه إلى الإنسان؟

قالت: البذور هي البشر.. فكل إنسان بذرة ستخرج في يوم من الأيام ثمراتها التي قد تكون طيبة، وقد تكون خبيثة.

والوسط الذي تتغذى منه النبتة وفيه تعيش هو وسطها الاجتماعي والاقتصادي


[1] انظر: فصل (الإنسانية) من هذه الرسالة.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست