responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 336

سابعا ـ نظام

في اليوم السابع من تلك الأيام العشرة المباركة، التقيت المستشرقة التي قطفت على يدها ثمرة النظام من شجرة النبوة..

وهي الثمرة التي عرفت بها سر قوله تعالى:﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (المائدة:50)

وسر قوله تعالى:﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾ (المائدة:49)

وسر قوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً﴾ (الأحزاب:36)

فهذه النصوص المقدسة تبين ثمرة طيبة من ثمرات النبوة، هي تلك الأحكام العظيمة التي جاء بها لإسلام لتنظم حياة البشر وفق قوانين العدل والرحمة.

***

كان من جملة الأسماء التي كتبت في دفتر المرشد المستشرقة (هيلين كارير دانكوس)[1] Helene Carrere d' Encansse، وقد كنت محتارا في كيفية الاتصال


[1] هي المستشرقة (هيلين كارير دانكوس) Helene Carrere d' Encansse.. باحثة فرنسية معاصرة، وهي واحدة من أبرز الخبراء في شؤون (الماركسية الآسيوية)، وقد صدر كتابها (القوميات والدولة السوفياتية) في باريس عام 1987 فأثار ضجة ما تزال مستمرة وترجم فورًا إلى عدد من اللغات الحية.

ولها شهادات كثيرة للإسلام تتعلق بنظامه الاجتماعي، وقدرته على الصمود، ومن ذلك قولها:(.. أن جميع المعلومات [السوفيتية الرسمية] تتضافر لتوحي بأن الإسلام يحتضر ببطء في الاتحاد السوفيتي، مع احتضار الجيل الذي لم ينشأ على الإيديولوجية السوفيتية. ولكن معلومات مضادة لا تلبث أن تناقض هذه الصورة، فالتحقيقات الاجتماعية المتزايدة في الاتحاد السوفيتي حول هذا الموضوع، تبين أن المجتمع الإسلامي لا يزال متعلقًا بمعتقداته، وأن ما يقارب نصف الأشخاص الذين جرى استجوابهم في الوسط الريفي صرحوا بتمسكهم بالإيمان. وعلى سبيل المثال نورد تحقيقًا أجري عام 1972 بجمهورية كاراكالبك الملحقة بأزبكستان، وقد دلّ هذا التحقيق على أن 23 بالمائة من الرجال و20 بالمائة من النساء يعلنون عن إلحادهم، فيكون 77 بالمائة من الذكور و80 بالمائة من الإناث مؤمنين.. وفي شمال القوقاس أعلن 20 بالمائة فقط من السكان عن كونهم ملحدين (عام 1974).. [هذا رغم] أن الباحثين في الأوساط الإسلامية يلحظون غالبًا تحفظًا من قبل السكان في الكشف عن حقيقة إيمانهم )

ومن أقوالها التي جعلتنا نختارها للحوار معها في هذه الفصل قولها:( هنالك خاصية ثانية للإسلام تزيد الوضع [في الاتحاد السوفيتي] تعقيدًا فهو، على نقيض المسيحية التي تفصل بين أمور الدين وأمور الدنيا، يجمع بين المجالين. فالعقيدة الإسلامية، وهي ثمرة القرآن والسنة، تفرض على المؤمنين وجود مؤسسات خاصة، مهمتها الإشراف على الحياة الاجتماعية. والدولة السوفيتية، في برنامجها التأحيدي [الذي يستهدف فرض إيدلوجية واحدة] لم يكن باستطاعتها أن توافق على وجود نظام خاص للطائفة الإسلامية، فألغت في أوائل سني استلامها السلطة، العناصر الأساسية فيه، أي النظام القانوني والمؤسسات الشرعية والأسس المالية المعتمدة. وبعد أن جعلت الديانة الإسلامية ديانة أفراد معينين لا ديانة طائفة، وبعد أن حرمت من مؤسساتها، ونزعت منها أمور الدنيا، هل بقي لها وجود منظم أم هي أضحت هيكلاً لا يلبث أن يتفتت مع غياب آخر فوج من المؤمنين؟ هنالك وقائع كثيرة وساطعة تشهد بأن التشاؤم فيما يتعلق بمستقبل الإسلام كان يمكن القبول به في الماضي القريب، ولكنه اليوم لم يعد له من أساس، بل على العكس، فهذه الوقائع توحي بأن الإسلام يبعث من جديد، وفي ظروف جديدة، وأن هذا البعث المرتكز إلى وجود واع وإرادي لا إلى وجود استمراري، تدعمه وتوجهه المراجع الإسلامية العليا )

ومن أقوالها:( نجد في صحف الجمهوريات الإسلامية عدة إشارات.. يفهم منها أن التضامن الإسلامي [في الاتحاد السوفيتي] بات في ازدياد، وأن المؤمنين أضحى لهم تأثير متصاعد على السكان غير الممارسين لدينهم ) (انظر: كتابها (القوميات والدولة السوفييتية)، ص 143 فما بعدها،وانظر: قالوا عن الإسلام، عماد الدين خليل)

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست