responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30

قال: العلمانية.

ابتسمت، وقلت: وما علاقة العلمانية بهذا؟.. ثم ألسنا في دولة علمانية؟

قال: العلمانية هي فصل الدين عن الحياة وعن الدولة وعن الأخلاق..

قلت: أعلم ذلك.

قال: وهؤلاء فصلوا الدين.. أو فصلوا اهتمامهم الديني وانتماءهم الديني عن دراساتهم لتراث المسلمين وفكر المسلمين.

قلت: وما يضيرنا من ذلك.. فهم إن لم يدخلوا بعدهم المسيحي أدخلوا بعدهم الإلحادي، أو بعدهم الوجودي، أو أبعاد أخرى.

قال: ليت الأمر سار على هذا النحو.. هؤلاء أدخلوا البعد الموضوعي.. لقد صاروا يتعاملون مع التراث الإسلامي والفكر الإسلامي بموضوعية وحياد..

قلت: هذا بعد جيد..

قال: وخطير جدا..

قلت: ما خطره؟.. ما داموا يلبسون ثياب العلم، ويتبنون التحقيق العلمي.

قال: لم تفهم إذن كل ما قلت لك.

قلت: بل فهمت.. ولكني لم أفهم خوفك من البعد الموضوعي.

سار في أرجاء القاعة، وكأنه يهم أن يقول شيئا يخاف على نفسه منه، أو يخاف علي منه.

لكنه تحدى ذلك، وقال بلسان متلعثم: البحث الموضوعي في تراث المسلمين خطير.. خطير جدا..

ثم قال، وكأنه يستعيد ذكريات مر بها: سلني أنا.. لقد جربت في شبابي هذا النوع من البحث.. ولكني كدت أحترق.. لقد كانت شمس محمد شمسا محرقة كادت تصليني بنارها..

لست أدري مدى صدق قومه في إطلاق لفظ الساحر عليه.. ولكنه ـ معي ـ لا يوجد لقب

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست