responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 279

قلت: ولكن مع ذلك.. فقد كان نظام الرهبانية من أرقى الأنظمة الروحية في العالم.. بل إن بعض مفكرينا يرى أن النظام الروحي في الإسلام مستمد من نظام الرهبانية عندنا.

قالت: قد يكون من المسلمين من وقع فيما وقع فيه رهباننا.. ولكنه بذلك انحرف عن الإسلام انحرافا شديدا.. ذلك أن نظام الرهبانية يتنافى تماما مع تعاليم الإسلام.

فقد اعتبر الإسلام الرهبانية بدعة خطيرة في الدين، ففي القرآن عند ذكر التحريف الذي حصل للمسيحية:﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (الحديد:27)

ولهذا، فإن الروحانية الإسلامية تنطلق من مزازين دقيقة تجمع بين الروح والجسد، وبين الفرد والمجتمع.. وبين الدنيا والآخرة.. وهي بذلك تجمع للإنسان كل متطلبات إنسانيته.. وهي بذلك تختلف تمام الاختلاف عن الرهبانية التي انحرفت لها الكثير من الأديان والمذاهب والفلسفات.

فالذي يقدم الروح على الجسد يحرم الإنسان من جزء أصيل منه وهو جسده.

والذي يقدم الفرد يبتر الإنسان من البيئة التي خلقها الله له، وخلقه لها، ويجعله سلبيا لا هم له إلا ذاته.

والذي يقدم الآخرة على الدنيا يحرم الإنسان من فترة من فترات الزمن خلقها الله له، وخلقه لها.

قلت: هذا كلام عام أريد تفاصيله.

قالت: لن أطيق أن أذكر لك كل تفاصيله، ولكني سأكتفي بعرض شروط الرهبانية على النصوص المقدسة للمسلمين لتعرف موقفها منها.

فقد اشترط القائمون على نظام الرهبانية شروطاً لا بد من تحقيقها في الراهب.. لا يكون

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست