responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 275

ويشير الجنيد إلى أن اليقين لا يعني ما يتصوره البعض ـ ممن يشحنون حياة العارفين والأولياء بالكرامات مع ما قد يلابسها من خرافات وأساطير ـ فالموقن لا يحتاج لأن يمشي على الماء ليثبت صحة يقينه : (قد مشى رجال باليقين على الماء ومات بالعطش من هو أفضل منهم يقينا)

وهذه النصوص وغيرها تشير إلى أهمية اليقين وارتباطه بالروحانية.. وفي نفس الوقت ارتباطه بالعقلانية.

قلت: فهمت علاقة اليقين بالروحانية.. ولكني لم أفهم علاقته بالعقلانية.

قالت: أول مستقبل للحقائق هو العقل.. فإذا نضجت الحقائق في العقل.. وتقبلها سرت إلى الروح.. هذا هو منطلق الروحانية عند المسلمين..

أما منطلق الروحانية عندنا.. فهو أن تتيقن الروح بما لا يعقل العقل.. وبذلك يفرض على العقل التسليم بما لا يعلم وما لا يعقل.

قلت: ولكني قرأت عن كثير من أولياء المسلمين ذمهم للعقل، واعتقادهم لقصوره، فقد سئل النوري: (ما الدليل على الله؟ قال: (الله)، قال: فما العقل؟ قال: العقل عاجز، والعاجز لا يدل إلا على عاجز مثله.

وعبر آخر عن ذلك بقوله: (العقل يجول حول الكون فإذا نظر إلى المكون ذاب)

وعبر أبو بكر القحطبي على استحالة التعرف على الله بالعقل بقوله: (من لحقته العقول فهو مقهور إلا من جهة الإثبات ولولا أنه تعرف إليها الألطاف لما أدركته من جهه الإثبات)

قالت: صدق كل هؤلاء.. فلم ينطقوا إلا الحقيقة..

قلت: فكيف يستقيم ما ذكرته عن انبناء الجانب الروحي من الإسلام على العقل، وهؤلاء ـ أعمدة الروح في الإسلام ـ يقولون ما يقولون؟

قالت: هؤلاء يشيرون إلى جانبين كلاهما خطر على الروحانية الصرفة:

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست