responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 219

فعندما اندفعت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل، وهو رمز العبودية والاستبداد لم تكن ترفع سوى شعار واحد هو (الخبز)، والخبز وحده.

لكنها ما إن بدأت في قطف أولى نتائج ثورتها حتى وجدت نفسها تهتف بشعار (الحرية المساواة الإخاء)، وهو شعار لقنته تلقيناً.. كما لقنت شعار (لتسقط الرجعية)، وهي كلمة ملتوية تعني الدين.

وعندما بدأت المقصلة في تطبيق تلك الشعارات كان الضحايا يقدمون على مذبحها بحجة واحدة هي أنهم من أعداء الشعب، مع أنه كان بينهم من يعرف الشعب براءته، ودهش الشعب حين كان يرى من يقرأ بيان القتل اليوم باسم الشعب، يقدم هو نفسه غدا إلى المقصلة باسم الشعب أيضاً.

قلت: كيف هذا.. هل ترى الثورة فشلت في تحقيق أهدافها؟

قال: بل انحرفت عن أهدافها..

لقد تولى مفسدون كثيرون رعاية الثورة وتوجيهها.. فلذلك انحرفت ذلك الانحراف الخطير.. وانحرفت معها حقوق الإنسان انحرافا لا نزال نعاني منه.

قلت: ما هو هذا الانحراف؟

قال: عزل الدين عن الحياة.. وعزل حقيقة الإنسان عن حقوقه.

قلت: فهل تحدثني عن آثار ذلك؟

قال: سأحدثك عن بعض آثار ذلك، لتكتشف الزور الذي تحتوي عليه أكذوبة حقوق الإنسان التي جاءت بها الثورة الفرنسية، وأعلنتها القوانين العالمية.

الحرية:

قلت: فلنبدأ حديثنا بالحرية..

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست