responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 197

قلت: لم؟

قال: لأنه يستمد من المنبع الذي نبع منه الإنسان.

قلت: إن كان ذلك بسبب إخباره بأن الإنسان مخلوق خلقه الله.. فهو مما تتفق عليه جميع الأديان.. بل إن قوم محمد من المشركين كانوا يقولون ذلك، فقد ذكرهم القرآن، فقال:﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)﴾(الزخرف)

قال: ليس ذلك فقط ما أقصده.. إن هؤلاء المشركين، ومثلهم كل الأديان التي تحمل تصورات خاطئة عن رب الإنسان لا تساهم إلا في زيادة خطأ معرفة الإنسان بنفسه، وبالتالي الخطأ في كل ما يرتبط به.

التفت إلي، وقال: فلنفرض أنه أتيحت لك طاقة كهربائية تستطيع أن تستخدمها في مجالات شتى، فهل يكون سلوكا علميا سليما أن تقول: لا يهمني مصدر هذه الطاقة، ولن أشغل نفسي بمحاولة التعرف على هذا المصدر، إنما الذي يعنيني هو هذه الطاقة ذاتها، وطريقة استخدامها، والمجالات التي يمكن أن تستخدم فيها!؟

قلت: ربما أقول هذا.. وربما يقول هذا أكثر الناس.

قال: إن هذا قد يستقيم لو أن هذه الطاقة كانت تجري على منوال واحد، وبحسب ما تشتهي.. لكنها إذا فاجأتك كل مرة بأمور لا تستطيع تفسيرها، ومن ثم لا تستطيع أن تستخدمها على الوجه الأمثل، فمرة تجدها متدفقة ومرة تراها منحسرة بغير سبب ظاهر لك.. مرة تنير، ومرة تحرق.. مرة تزيد من حيويتك، ومرة تعرضك للهلاك..

ألا ترى أن التعرف على المصدر، وطبيعته، وطريقة تصريفه لهذه الطاقة، سيعينك على فهم تلك الظواهر التي لا تفسير لها عندك، ويعينك ذلك على استخدام تلك الطاقة في أحسن أوضاعها!؟

قلت: أجل.. ذلك صحيح.. بل إني في تلك الحالة لا أستغني عن معرفة مصدرها.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست