من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)[1]
***
ما وصل (آرثر جون آربري) من حديثه إلى هذا الموضع حتى امتلأت عيناه بدموع لم يملك حبسها.
قلت: ما الذي يبكيك؟
قال: يبكيني أمران:
أما أولهما، فنقض الكثير من المسلمين للعهود التي عهد إليهم بها نبيهم، وتركهم للقيم الرفيعة التي جاءهم بها طلبا لما عندنا، وهم يعلمون أنا لسنا على شيء.
وأما الثاني، فتكبرنا على محمد وعلى أمة محمد وعلى القيم التي جاء بها محمد.. وهو ما أحالنا إلى شريعة الغاب التي نحياها.
ثم ابتسم، وقال: أنا لست يائسا.. يوشك أن تعود البشرية إلى هذا الهدي العظيم.. ولكن بعد أن تصلى بنيران الأشواك التي نسجتها بأهوائها.
قلت: متى ذلك؟
قال: إذا تخلت عن كبريائها، وفخرها، وتطاولها.. حينذاك ستجد محمدا وهدي محمد أقرب إليها من نفسها.
قلت: أنا أعجب لك حضرة الأستاذ الفاضل كيف تحزن على البشرية، ولا تحزن على نفسك.
قال: لن أقول لك إلا ما قاله (اللورد هدلي)
قلت: تقصد قوله: (إنني أعتقد أن هناك آلافاً من الرجال والنساء أيضاً، مسلمون قلباً،
[1] رواه البخاري.