responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 176

القوة:

قلت: فحدثني عن السر الخامس من أسرار زهرية الأزهار.

قال: السر الخامس هو (القوة)

قلت: ولكني أرى الأزهار ضعيفة تطؤها الأقدام، وتطحنها الأصابع.

قال: القوة في عيون الحقائق أرفع من أن تختصر في عضلات مفتولة، أو قامة متطاولة.

قلت: فما هي القوة؟

قال: لقد عبر محمد عن بعض مظانها، فقال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)[1]، وفي رواية أخرى: (أتحسبون أن الشدة في حمل الحجارة؟ إنما الشدة في أن يمتلئ أحدكم غيظا ثم يغلبه)[2]

قلت: فهل للأزهار مثل هذه القوة؟

قال: أجل.. ألا ترى المجرمين يدوسونها بأقدامهم، أو يذبحونها بأيديهم، أو يطحنونها بأصابعهم.. ولكنها لا تبخل بعطرها عليهم!؟

قلت: أجل.. أرى ذلك.

قال: فهذا مظهر من مظاهر القوة.

قلت: تقصد ما نسميه (قوة الشخصية)

قال: لقد جاء الإسلام بكل أنواع القوة.. وحث على كل أنواع القوة.. وأمر بأن تسخر كل ألوانها في صالح الخير والحق والجمال.

لقد قال القرآن آمرا بالأخذ بالقوة لحماية المستضعفين:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ


[1] أحمد والبيهقي.

[2] ابن أبي الدنيا في ذم الغضب.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست