قال: القوة في عيون الحقائق أرفع من أن
تختصر في عضلات مفتولة، أو قامة متطاولة.
قلت: فما هي القوة؟
قال: لقد عبر محمد عن بعض مظانها، فقال: (ليس
الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)[1]، وفي رواية أخرى: (أتحسبون أن
الشدة في حمل الحجارة؟ إنما الشدة في أن يمتلئ أحدكم غيظا ثم يغلبه)[2]
قلت: فهل للأزهار مثل هذه القوة؟
قال: أجل.. ألا ترى المجرمين يدوسونها
بأقدامهم، أو يذبحونها بأيديهم، أو يطحنونها بأصابعهم.. ولكنها لا تبخل بعطرها
عليهم!؟
قلت: أجل.. أرى ذلك.
قال: فهذا مظهر من مظاهر القوة.
قلت: تقصد ما نسميه (قوة الشخصية)
قال: لقد جاء الإسلام بكل أنواع القوة.. وحث
على كل أنواع القوة.. وأمر بأن تسخر كل ألوانها في صالح الخير والحق والجمال.
لقد قال القرآن آمرا بالأخذ بالقوة لحماية المستضعفين:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ