اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 155
قلت: ولكن الحضارة الغربية بفضل فلسفاتهم وصلت إلى ما وصلت إليه
من رقي مادي.
ابتسم بسخرية، وقال: نعم.. نسيت.. لقد وصلنا إلى صناعة السينما
والتلفزيون والكمبيوتر والإنترنت..
قلت: أجل.. وغيرها كثير.
قال: ولكنا لم نستخدمها إلا في تمكين الرذائل والانحرافات..
لنجعل في كل بيت ماخورا من مواخير الرذيلة..
كان يمكننا بهذه الأجهزة ـ لو أنا التزمنا الهدي العظيم الذي
جاء به محمد، وجاء به قبله الأنبياء ـ أن نحول البشر إلى زهور.. ونحول الأرض إلى
حديقة.. ولكنا أبينا إلا أن نحولها إلى ما تراها.
لقد قال الدكتور (بلومر): (إن الأفلام التجارية التي تنتشر في
العالم تثير الرغبة الجنسية في معظم موضوعاتها، كما أن المراهقات من الفتيات
يتعلمن الآداب الجنسية الضارة من الأفلام، وقد ثبت للباحثين أن فنون التقبيل
والحب، والمغازلة، والإثارة الجنسية، والتدخين يتعلمها الشباب من خلال السينما،
والتلفزيون)[1]
وقد أجرى بعضهم دراسة على (500) فيلم طويل تبين أن موضوع الحب
والجريمة والجنس يشكل 72 بالمائة منها[2].
أما الإنترنت التي استطاعت أن تصل العالم جميعا بعضه ببعض،
لتحوله مجتمعا واحدا، بل أسرة واحدة، فقد مارست هي الأخرى الوظائف المنحطة التي
مارسها قبلها التلفزيون والسينما.. بل إن ممارستها لها تفوق جميع الممارسات
السابقة.