اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 126
ويحب الراحة والكسل ولا يصرف همه في الدنيا إلا في الشهوات،
فإذا تعلم فللشهوات وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل
الشهوات يجود بأغلى ما يملك)
ويقول زويمر: (إن السياسية الإستعمارية لما قضت منذ سنة (1882)
على برامج التعليم في المدارس الإبتدائية أخرجت منها القرآن، ثم تاريخ الإسلام،
وبذلك أخرجت ناشئة لا هي مسلمة ولا هي مسيحية ولا هي يهودية، ناشئة مضطربة مادية
الأغراض لا تؤمن بعقيدة ولا تعرف حقا للدين ولا للوطن حرمة)
ويقول (هاملتون جب) المستشرق الإنجليزي في كتابه (جهة الإسلام)
سنة (2391م): (إن العالم الإسلامي سيصبح خلال فترة قصيرة لا دينيا في كل مظاهر
حياته)[1]
هذا ما كان قومنا يتوقعونه من الأجيال القادمة.. لقد عادوا
يفركون أيديهم فرحا بعد أن رأوا مجموعات من خريجي جامعاتهم لا يعبأون بدين، ولا
يهتمون بخلق ولا قيمة، ولكن كل تلك المخططات باءت بالفشل، وانحنت أمام صمود
الإسلام.
لقد أنفقوا أموالهم وأحكموا خططهم ودبروا مكائدهم لإخراج جيل لا
ديني، توقع سادته أن يكون سحق الإسلام في المنطقة على يده، وأقموا الجامعات وفرضوا
الإختلاط وأقصوا الصادقين من حملة القيم والأخلاق عن كل المراكز الحساسة، وقربوا
دعاة الإباحية والإلحاد والعلمانية والفساد إليهم، ونصبوهم قضاة وسادة وأقاموا
حولهم الهالات، ونفخوا في الأقزام حتى أضحوا عمالقة في أعين الرعاع والدهماء، ولكن
هل كان لهم الذي أرادوا؟ هل أقصي الإسلام نهائيا عن حياة الفرد والأسرة والمجتمع؟
قلت: نعم.. لقد نجحوا في كثير من ذلك..
قال: ولكن تلك المدارس التي خططوا لها أن
تصير مدارس علمانية لا صلة لها
[1] انظر هذه المقولات وغيرها
في كتاب (الخنجر المسموم) لأنور الجندي، و(أجنجة المكر الثلاث) لعبد الرحمن حبنكه،
و(قادة الغرب يقولون) لجلال العالم.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 126