اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 119
يقرر القواعد والأصول.. ثم يترك لأتباعه ميادين كثيرة يمكنهم
أن يختلفوا فيها من غير أن ينكر بعضهم على بعض[1].
السلوك:
قلت: فلنتحدث عن الناحية الثالثة من نواحي الدين.. وهي السلوك..
وهي الناحية التي أرى أن حضارتنا المؤسسة على الكنيسة أفلحت فيها.. وخفق الإسلام.
قال: كيف عرفت ذلك؟
قلت: ألسنا أصحاب السلوك الحضاري الذي لم يصل أحد في الدنيا إلى
سلوكه.
ابتسم، وقال: أي سلوك حضاري؟.. لو كنت قلت: إن هذه الحضارة التي
سلمت زمامها للشيطان جمعت كل جرائم من سبقها من الحضارات كنت صادقا..
قلت: كيف ذلك؟
قال: تفصيل ذلك يطول.. وربما تجد من يتحدث لك عن تفصيل
المقارنات في هذا الجانب[2].. ولكني أقول لك من وحي دراستي
للمصادر الإسلامية والتاريخ الإسلامي.. بل والواقع الإسلامي لكثير من شعوب
المسلمين:
ليس هناك في الدنيا.. ولا في التاريخ.. ولا في مصادر الأديان
سلوك أنظف ولا أرفع ولا أسمى من سلوك المسلمين.. ذلك أن السلوك في الإسلام عبادة
لا تقل عن أي عبادة شعائرية.
ولهذا وردت النصوص الكثيرة تخبر بأن أرفع المؤمنين إيمانا
أحسنهم خلقا، ففي
[1] سنتحدث عن التفاصيل المرتبطة بهذا
في فصل (الروحانية) من هذه الرسالة.
[2] سنذكر الكثير من الأدلة المثبتة
لهذا في الفصول القادمة.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 119