اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109
منذ أن اعتنقها إلى الآن..
أما القرآن، فإنه يذكر الحادثة باعتبارها حدثا تاريخيا يذكر
للعبرة.. لا لتبنى حياة البشر كلها على أساسه..
بالإضافة إلى ذلك.. فالقرآن ذكر القصة مذيلة بذكر التوبة
والاستغفار وبيان أن الله قبل التوبة وغفر الخطيئة، ففي سورة البقرة ينتهي سياق
القصة إلى قوله:﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ
كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة:37)
وفي سورة الأعراف تنتهي القصة بقوله:﴿ قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا
وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (لأعراف:23)
انظر.. إن الآيات القرآنية لا تعطي الخطيئة ذلك الحجم الضخم الذي تعطيها إياه
تعاليم الكنيسة، فهي أمر عرضي في حياة آدم، بل في حياة كل بشر، تمحوه التوبة
ويذهبه الاستغفار.
أما الهبوط إلى الأرض ـ على حسب القرآن ـ فقد كان هو الغرض
الأصلي من خلق آدم.. فقد قال الله للملائكة قبل خلق آدم:﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ (البقرة:30).. ولم تكن المعصية إلا سببا لذلك[1]..
إن هذه العقيدة المنطقية ـ مقارنة بعقيدتنا ـ هي الأساس السليم
الذي بني عليه السلوك الإسلامي الرفيع.
أما تصوراتنا.. فقد كانت محل سخرية من المسلمين.. ومحل نقد
لاذع.. وقد كان
[1] ويدل لهذا ما روي من
محاجة آدم موسي ـ عليهما السلام ـ حين عاتبه على أنه تسبب في إخراج بنيه من الجنة،
فرد عليه آدم كما ذكر النبي r:(
أفليس تجد فيما أنزل الله عليك أنه سيخرجني منها قبل أن يدخلينها )، قال: بلى قال r:( فحج آدم موسى (ثلاثاً) ) رواه البخاري.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109