اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 201
صمت،
فقال: إنه ما نص عليه بقوله: (وتكون الرياسة على كتفه)، هذه إشارة مهمة ابحثوا
عنها في بطون التواريخ.. فلن تجدوا شخصا تصدق عليه إلا محمد.
إنها
دليل حسي ينفي كل شبهة.. ولهذا كان رجال الدين من اليهود والمسيحيين من الصادقين
يبحثون في جسم محمد عن هذه العلامة.. والتي اصطلحوا على تسميتها بخاتم النبوة[1].
وسأنقل
لك بعض النصوص.. وهي تشير إلى غيرها.. وفي إمكانكم أن تبحثوا في بطون الأسانيد
لتروا صدق هذه العلامة التي لا يكذبها إلا جاحد.
ولنبدأ
بأول من تحدث عن هذا الخاتم الذي أشار إليه إشعيا.
إنه راهب
من بني قومك آثر العزلة في طريق التجار لينتظر النبي المنتظر.. وقد عرفه من ختم
النبوة الذي وصفه إشعيا.. ووصفته الأسفار التي محاها قومك.. اسمع حديثه.. وليكن لك
به قدوة:
لما بلغ
محمد a اثنتى
عشرة سنة ارتحل به أبو طالب تاجرًا إلى الشام، حتى وصل إلى بُصْرَى ـ وهي معدودة
من الشام، وقَصَبَة لحُورَان، وكانت في ذلك الوقت قصبة للبلاد العربية التي كانت
تحت حكم الرومان ـ وكان في هذا البلد راهب عرف بَبحِيرَى، واسمه ـ فيما يقال ـ
جرجيس، فلما نزل الركب خرج إليهم، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك، فجعل يتخلّلهم حتى
جاء فأخذ بيد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وقال: (هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين)،
فقال له أبو طالب وأشياخ قريش: (وما علمك بذلك؟ فقال: (إنكم حين أشرفتم من
العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبى، وإنى أعرفه بخاتم
النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في كتبنا)، ثم أكرمهم
بالضيافة،
[1] خاتم النبوة في ظهره a هو قطعة مرتفعة من
اللحم، قال القرطبي: اتفقت الأحاديث الثابتة على أن الخاتم كان شيئاً بارزاً أحمر
عند كتفه الأيسر قدره إذا قلل كبيضة الحمامة وإذا كثر جمع اليد.
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 201