اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 161
قلت:
فأنت ترى أن هذا النص خطاب لأولئك اليهود الذين استوطنوا تيماء؟
قال: أجل..
أهل يثرب من اليهود الذين هم من أهل تيماء هم المخاطبون في هذا النص.
قلت:
أتدري متى خاطب إشعياء اليهود بهذا النص؟
قال: نعم
لقد نطق إشعيا بهذا النص في النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد.
قلت:
ولكن من تذكر أنهم خوطبوا بهذا النص لم يولدوا إلا في القرن السابع من الميلاد،
وهو القرن الذي نزل فيه محمد منطقة المدينة.
قال:
أليست هذه نبوءة؟.. بل هي نبوءة تكاد تؤرخ لهجرة محمد a من مكة إلى المدينة.. إن نص
النبوءة يخبر أن الهارب هرب ومعه آخرون.. لقد جاء فيها: (فإنهم من أمام السيوف قد
هربوا)
ثم يذكر
الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة، مما يدل على أن الهروب
كان منهم، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة.. لقد جاء في البشارة: (فإنه هكذا قال
لي السيد الله : في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار، وبقية عدد قسي أبطال
بني قيدار تقل)
[1] قيدار ( קדך ) معناه
الداكن اللون أو أسمر البشرة، وهو اسم علم لأحد أبناء إسماعيل u المذكورين
فى نصّ التكوين ( 25 : 13 ـ 14 ) وهم : (نبايوت بكر إسماعيل، وقيدار،
وأدبئيل، ومِبْسام ومِشماع. ودومة، ومِسَّا، وحداد، وتيما،
ويطور، ونافيش، وقِدْمِة)، وكل منهم زعيم لقبيلة من قبائل العرب القاطنة فى
المنطقة الواقعة بين حويلة وشور فى اتجاه آشور.
وتطلق أيضا كلمة قيدار
على العرب القاطنين بمنطقة فاران بَكَّة. وتشير إليهم الموسوعات الكتابية
بأنهم عرب الشمال تمييزا لهم عن عرب الجنوب اليمنىّ، فيقال عنهم القيداريون. ومنهم
جاءت قبيلة قريش الشهيرة.
وهناك اعتراف صريح فى
الموسوعات الكتابية المسيحية بدين العرب القدماء الذى ورثوه عن آبائهم إبراهيم
وإسماعيل وقيدار، وهذا الدين يُطلق عليه الباحثون المسيحيون الغربيون اسم ( Pre-Islamic ) أى الإسلام الأوّلى والذى يُسميه
القرآن بدين الإسلام بدون أول أو آخر.
وهم يعترفون بأنَّ هذا
الدين الإسلامى الأولى كان له وجود بين عرب الشمال القيداريين فى الفترة الواقعة
بين سنة 1200 ق م وإلى توقيت ظهور رسالة الإسلام من مكة المكرمة.
وقد وردت اشارات
تاريخية عن بنى قيدار ـ القيداريون ـ فى التراث الأشورى المكتشف حديثا، تثبت أنه
كان للقيداريين قوة ورهبة يعمل لها المناوئون على تفاديها ( وثائق أشور بانيبال
632 ـ 668 ق م ). وهناك أيضا بعض الوثائق المصرية المكتوبة بالآرامية فى القرن
الخامس قبل الميلاد تشير إلى الملك العربى جشيم ( Geshem ) والذى تقول عنه موسوعة زندرفان الكتابية أنه
هو المذكور فى سفر نحميا ( 2 : 19 ؛ 6 : 1 ـ 6 ) وهو ملك بنى قيدار. (انظر: نبي
أرض الجنوب)
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 161