اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10
قلت: ما
تقصد؟
قال: ما
كنا نتحدث عنه.. أرأيت لو أنك دعوت قومك إلى استعمال أسلوب آخر مع هؤلاء الجاحدين
الذين واجهوا رسول الله بالمحاربة؟
قلت: وما
هو هذا الأسلوب؟
قال: أن
ترسلوا مثلا لمن رسم الرسوم الساخرة لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم رسالة هادئة مضمخة بمسك طيب تقولون
له فيها: نحن نعذرك يا أخي.. فقد وصلتك أنباء كاذبة عن الشمس التي نستدفئ بأشعتها..
فلذلك أنت لم تتصرف من منابع الحقد، وإنما تصرفت من منابع الجهل والشبهة، فلذلك
ندعوك لأن ترى نبينا، وتتعرض لأشعته، لترى الحقيقة من منابعها.. تصرف كما تصرف
السحرة الذين ألقوا حبالهم، فالتقمتها عصا موسى.
ولا
تكتفوا بذلك، بل أرسلوا إليهم بدموعكم تعتذورن إليهم بها.
قلت: ما
تقول؟.. هم الذين يعتذرون، أم نحن الذين نعتذر؟
قال:
لولا تشويهكم صورة نبيكم، وتشويهكم دفء الأشعة التي يرسلها ما وقع الساخرون فيما
وقعوا فيه.. لذلك كنتم أنتم سبب حجابهم.. وكنتم أنتم سبب سخريتهم.. ولذلك كنتم
أنتم سبب ما وقعوا فيه من الإثم.. والخلق الذي علمكم إياه رسولكم يدعوكم إلى
الاعتذار لهم.
قلت: فما
نقول لهم في اعتذارنا.. أو ما عساها دموعها أن تقول لهم!؟
قال: ألم
يقص عليكم ربكم قصة امرأة العزيز؟
قلت: بلى..
فأي حاليها تريد؟
قال:
عندما طلب منها الملك أن تدلي بشهادتها حول يوسف u.. ماذا قالت؟
قلت: لقد
قالت ـ كما ذكر القرآن الكريم ـ :﴿ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ
ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ (يوسف:51 ـ 52)
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10