responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 417

يا ابن جندب: إن أحببت أن تجاور الجليل في داره وتسكن الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا، ولا تدخر شيئاً لغد. واعلم أن لك ما قدمت وعليك ما أخرت..

صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية، فإنما يقبض عاريته ويأخذ هبته ليبلو فيها صبرك وشكرك.

وارج الله رجاءً لا يجريك على معصيته وخفه خوفاً لا يؤيسك من رحمته...

ولا تغتر بقول الجاهل ولا بمدحه فتكبر وتجبر وتعجب بعملك، فإن أفضل العمل العبادة والتواضع...

يا ابن جندب: لا تتصدق على أعين الناس ليزكوك، فإنك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك، ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك، فإن الذي تتصدق له سراً يجزيك علانية على رؤوس الأشهاد في اليوم الذي لا يضرك إن لا يطلع الناس على صدقتك..

يا ابن جندب: الخير كله أمامك، وإن الشر كله أمامك ولن ترى الخير والشر إلا بعد الآخرة، لأن الله جل وعز جعل الخير كله في الجنة والشر كله في النار، لأنهما الباقيان، والواجب على من وهب الله له الهدى وأكرمه بالإيمان، وألهمه رشده وركب فيه عقلاً يتعرف به نعمه، وأتاه علما وحكماً يدبر به أمر دينه ودنياه، أن يوجب على نفسه أن يشكر الله ولا يكفره، وأن يذكر الله ولا ينساه، وأن يطيع الله ولا يعصيه...

أما أنه لو وقعت الواقعة، وقامت القيامة، وجاءت الطامة ونصب الجبار الموازين لفصل القضاء وبرز الخلائق ليوم الحساب، أيقنت عند ذلك لمن تكون الرفعة والكرامة، وبمن تحل الحسرة والندامة فاعمل اليوم الدنيا بما ترجو به الفوز في الآخرة..

يا ابن جندب: قال الله جل وعز في بعض ما أوحى: (إنما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري ولا يتعظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست