responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 415

ومآسي البشرية في الماضي والحاضر هي سجل كبير لشواهد وأدلة هذه الحقيقة الواضحة.

لذا كان من الطبيعي أن تركز النصوص المقدسة على مسألة الاهتمام بإصلاح النفس كمنطلق لإصلاح الإنسان والحياة كما قال تعالى:﴿.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ.. (11)﴾ (الرعد)

^^^

سرنا إلى آخر، وقد علمت أن اسمه (الصادق) [1] كانت عليه سيما أنوار الورثة من أهل البيت.. سمعته يخاطب صاحبا له يقال له (عبدالله بن جندب البجلي الكوفي).. وكان مما سمعته منه قوله: يا عبدالله: لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور فما يقصد فيها إلا أولياءنا، ولقد جلت الآخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلاً.

يا ابن جندب: حق على كل مسلم أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة.. طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها.. طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها.. طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة...

يا ابن جندب: إنما المؤمنون الذين يخافون الله ويشفقون أن يسلبوا ما أعطوا من الهدى، فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً مما أظهره من نفاذ قدرته، وعلى ربهم يتوكلون.

يا ابن جندب: يهلك المتكل على عمله. ولا ينجو المجترئ على الذنوب، والواثق برحمة الله..


[1] أشير به إلى الإمام الكبير (جعفر الصادق)، وقد ذكرناه في مواضع مختلفة من هذه السلسلة وغيرها، وانظر الحديث الافتراضي معه في فصل (العارف) من (النبي الإنسان)

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 415
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست