responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 386

مقبول عند الله ومتنعم في الآخرة في جوار الله تعالى.. وعلموا ان القلب خلق سليماً في الأصل، وكل مولود يولد على الفطرة، وإنما تفوته السلامة بكدورة ترهق وجهه من غبرة الذنوب وظلمتها.. وعلموا أن نار الندم تحرق تلك الغبرة، وأن نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمة السيئة، وأنه لا طاقة لظلام المعاصي مع نور الحسنات كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار، بل كما لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون.

وكما أن الثوب الوسخ لا يقبله الملك لأن يكون لباسه، فالقلب المظلم لا يقبله الله تعالى لأن يكون في جواره..

وكما أن استعمال الثوب في الأعمال الخسيسة يوسخ الثوب، وغسله بالصابون والماء الحار ينظفه لا محالة، فاستعمال القلب في الشهوات يوسخ القلب، وغسله بماء الدموع وحرقة الندم ينظفه ويطهره ويزكيه، وكل قلب زكي طاهر فهو مقبول، كما أن كل ثوب نظيف فهو مقبول.

لأجل كل ذلك وغيره عليك بالتوبة والتزكية والتطهير.. وأما القبول فمبذول قد سبق به القضاء الأزلي الذي لا مرد له.

وقال آخر: لا تتوهم أن التوبة تصح ولا تقبل.. فإنك أن فعلت ذلك صرت كمن يتوهم أن الشمس تطلع والظلام لا يزول، والثوب يغسل بالصابون والوسخ لا يزول.

قاطعه آخر، وقال: إلا أن يغوص الوسخ لطول تراكمه في تجاويف الثوب وخلله فلا يقوى الصابون على قلعه.. فمثال ذلك أن تتراكم الذنوب حتى تصير طبعاً وريناً على القلب فمثل هذا القلب لا يرجع ولا يتوب.. نعم قد يقول باللسان تبت فيكون ذلك كقول القصار بلسانه قد غسلت الثوب.. وذلك لا ينظف الثوب أصلاً ما لم يغير صفة الثوب باستعمال ما يضاد الوصف المتمكن به.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست