responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 256

ضعاف.. ومع غنانا فقراء.. ومع ذاتيتنا تابعين..

لقد علمنا ربنا هذا..

لقد خاطبنا يقول:﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴾ (الإنسان: 1).. وقال لنا:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ (فاطر: 15).. وقال لنا:﴿ وَخُلِقَ الإنسَانُ ضَعِيفًا ﴾ (النساء: 28).. وقال لنا:﴿ وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ.. (24)﴾ (الكهف).. وقال لنا:﴿ إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ (الفاتحة: 5)

وعلمنا نبينا أن نقول.. ونحن نتوجه إلى الله بالدعاء:(اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمك.. أبوء بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي..

اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك فإنك تعلم ولا أعلم.

اللهم لا حول ولا قوة لي إلا بك.

اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك.

اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي.

اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك فأَهْلَك.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)[1]

إن هذه النصوص وغيرها كثير ترفع عنا حجاب الوهم الذي يجعلنا نشعر من أعماق نفوسنا بالقوة الكاذبة التي تفصلنا عن ربنا وعن حقيقتنا..

ولذلك فإن النفس الكاملة القوية هي النفس التي تتربى على هذه النصوص المقدسة، ثم تعترف بعجزها وفقرها، وتُقرّ بضعفها وذلها.. ولكنها لا تقف عند حدود هذا الاعتراف فتعجز


[1] هذه الأدعية وردت في محال مختلفة، وهي من الشهرة بحيث لم نحتج إلى توثيقها.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست