responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

قلت ـ وأنا أمد يدي لأخنق بها شيئا لا أدري ما هو ـ: فلم لا نخنق هؤلاء.. لم لا نطعنهم.. لم لا نفجر فيهم القنابل.. لم لا نرسل عليهم بالويلات التي تبيدهم.. لم لا نحرق دماهم.. ؟

قاطعني مبتسما، وقال: يمكنك أن تفعل كل ذلك.. ويمكنك أن تدعو الكل لينفذ ذلك.. ولكن لا تنس شيئا واحدا.. لا تنس أن تبدأ بقتل الشيطان وقتل النفس الأمارة قبل أن تبدأ بهم.

قلت: فكيف أصل إلى الشيطان؟

قال: ما دام الشيطان موجودا.. وما دامت النفوس الأمارة موجودة.. فإنه من العبث أن تريق دماء هؤلاء.. ومن العبث الأكبر أن تحرق دماهم.

أطلق العصفور من يده، وقال: ما دامت المدرسة التي تكون المجرمين موجودة.. وأساتذتها أحياء.. فمن العبث أن تقتل التلاميذ المتخرجين منها..

قلت: فما الحل؟.. أرى أن الأمر لو استمر بيد هؤلاء، فسيشوه دين الله تشويها لا مطمع في إصلاحه.

قال: دين الله لا يشوه.. دين الله محفوظ كحفظ كتابه.. ألم يقل الله تعالى:﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر:9)؟

قلت: بلى.. إن هؤلاء لم يطيقوا أن يحرفوا حروفه وألفاظه.. ولكنهم يطيقون أن يحرفوا معانيه ومقاصده.. فيحولوا من شريعة الرحمة شريعة قسوة.. ومن دين العدالة دين جور..

قال: إن الله الرحيم الرحمن الذي تولى حفظ حروف كتابه تولى حفظ معانيه ومقاصده.. ولذلك لا تمضي فترة من الزمان دون أن يكون فيها قائم لله بالحجة.

ثم سكت قليلا، وقال: سأحدثك اليوم عن ورثة قدر الله أن ألتقي بهم لأتعرف على رسالة الرحمة الشاملة العامة التي جاء بها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم..

قلت: ما أشوقني لأحاديث الورثة.. فلا ينسخ همومي شيء مثلما تنسخه أحاديثهم.. فحدثني عنهم.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست