وقد روي في تعليل سر رفع الحساب عن المبتلين هو أن ما وقعوا فيه من
الذنوب يطهرون منه بالبلاء.. فقد روي أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
دخل إلى زيد بن أرقم وهو يشتكي عينيه فقال له:(يا زيد، لو كان بصرك لما به كيف
كنت تصنع؟)، قال:(إذا أصبر وأحتسب)، قال:(إن كان بصرك لما به ثم صبرت واحتسبت
لتلقين الله عز وجل وليس لك ذنب)[2]
قام بعض المرضى، وقال: إن هذه نعمة عظيمة.. فإن أعظم ما يخافه كل مؤمن هو
الحساب.. أن تنشر صحفه، فيعاين جرائمه.. أو يفضح بين الخلائق.. إنه موقف صعب جدا..
فأحدنا لا يطيق الوقوف في محكمة الدنيا ليحاسب، فكيف يطيق الوقوف في محكمة الآخرة؟
قال الرضا: ليس ذلك فقط.. فقد ورد في النصوص تبشيرهم بالجنة.. ففي الحديث
قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه
فصبر عوضته منهما الجنة، يريد عينيه)[3]
وعن عطاء قال، قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة مِنْ أهل الجنة؟ فقلت:
بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالت: إني أصرع
وإني أتكشف فادع اللَّه تعالى لي، قال:(إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت
اللَّه تعالى أن يعافيك)، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع اللَّه أن لا أتكشف،
فدعا لها)[4]
وعن أبي سنان قال: دفنت ابناً لي فإني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة
(يعني الخولاني) فأخرجني وقال لي: ألا أبشِّرك؟ قلت: بلى، قال: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(قال اللّه: يا ملك الموت قبضت ولد عبدي؟ قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟
قال: نعم، قال: فما قال؟ قال: حمدك