responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86

أتدرون ما سر هذه المرونة في هذه المواقف مع ثباته في المواقف الأخرى؟

قلنا: ما سرها؟

قال: لقد كانت المواقف الأولى مرتبطة بالتنازل عن العقيدة والمبدأ، فهذا لم يقبل a فيها أي مساومة أو تساهل، ولم يتنازل قيد أنملة عن دعوته.. أما المواقف الأخيرة فتتعلق بأمور جزئية، وبسياسات وقتية، أو بمظاهر شكلية، فوقف فيها موقف المتساهل.

قال رجل منا: إن ما ذكرته مرتبطة بالسيرة.. والسيرة ليست إلا الحياة الشخصية للنبي a.. ونحن نبحث عن التشريعات..

ابتسم خبيب، وقال: إن المؤمنين لا يفرقون في استنباطاتهم بين سنة وسيرة.. فحياة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم كلها موضع أسوة.. لقد قال تعالى يقرر هذا :﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ (الأحزاب:21)

قال الرجل: لكن هناك دائرة أخرى غير الدائرتين اللتين ذكرتهما.. قد يكون فيهما من التشديد ما يجعل حياة الناس بعيدة عن الواقع مليئة بالحرج والضيق.

قال خبيب: تقصد دائرة الاجتهادات الفقهية؟

قال الرجل: أجل.. ففي هذه الدائرة يبسط الفقهاء سلطتهم على الأمة.. فيضيقوا حياتها بما شاءوا من التشريعات.

قال خبيب: الفقهاء عندنا ليسوا كما تعرفون عن رجال الدين.. إنهم مجتهدون.. قد يصيبون، وقد يخطئون.. وهم لا يفرضون آراءهم فرضا.. بل يحثون الأمة أن لا تسلم لهم تسليما مطلقا

لقد كان ابن عباسٍ وهو الفقيه والمفسر يقول:(ليس منا إلا ويؤخذ من قوله ويدع غير النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وكان يعاتب أصحابه يقول لهم:(يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر)

اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست