ويصبح وزنهم زائدًا على المسموح به.
قال خبيب: فما الحل الذي ينبغي لمن وقع في هذا الفقر الغذائي أن يفعل؟
قال الرجل: ينبغي لمن وقع في مثل هذا أن يبحث عن غذاء معتدل متوازن شامل لكل احتياجاته الغذائية.
قال ذلك، ثم التفت إلى خبيب، وقال: لم تسأل عن هذا؟
قال خبيب: ليت البشر الذين عرفوا حاجات الجسم.. عرفوا حاجات الروح والنفس والعقل والقلب.. وحاجات المجتمع بعد ذلك.
قلنا: لم؟
قال: حتى يتجنبوا الوقوع فيما يقع فيه الجسد إن لم يتكامل غذاؤه.. ألم تسمعوا ما ذكر الطبيب من تأثير نقص التغذية على الجسم؟
قلنا: بلى.
قال: إن كل ما ذكره هو نقص تغذية الجسم.. وليس بالجسم وحده يعيش الإنسان.
قلنا: فبم يعيش؟
قال: للإنسان لطائف كثيرة[1].. هو كجهاز معقد تحتاج كل دارة فيه إلى نوع من أنواع الكهرباء.. ولذلك لا يمكن أن يتعامل معه إلا الخبير العارف بحاجاته جميعا.
قلنا: فمن هو ذاك؟
قال: ربه.. ربه الذي خلقه هو أدرى الناس بحاجاته.. ولذلك يسدها جميعا.
قلنا: أهذا ما تسميه الشمول؟
قال: أجل.. لقد بحثت في هذا.. فتشت جميع دواوين الدنيا من الكتب المقدسة..
[1] انظر التفاصيل الكثيرة المرتبطة بحقيقة الإنسان في رسالة (أسرار الإنسان) من هذه السلسلة.