responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 469

والأكثر من ذلك هو أن التوازن يجب أن يختلف من جسم إلى آخر بسبب أن المسافة للكوكب مختلفة بحيث لا تغوص في الشمس ولا تقذف بعيداً عنها وتطير في أعماق الفضاء[1].

تصور.. كم من العلم والقدرة يجب على البشر أن يحصلوا عليه ليحفظوا كوكبهم الجميل من أن يغتاله الفضاء من حوله.

قال الرجل: نحن لا نتحدث عن الموازين التي نظم بها الكون.. فهي موازين لا طاقة للإنسان بالتحكم فيها.. ولكني أتحدث عن موازين الحياة.

قال: نحن المؤمنين نعتقد أن موازين الحياة لا يضعها إلا صاحب موازين الكون.. فموازين الحياة فرع عن موازين الكون..

قال الرجل: لم أفهم مرادك من هذا.

قال: لقد أتيح للبشر أن يصلوا إلى معارف علمية كثيرة يسروا لأنفسهم بسببها الحياة.. ولكنهم في غمرة تيههم وكبريائهم نسوا الموازين.. فماذا حصل؟

سكت الرجل، فقال الصدر: لقد حصل ما ذكره القرآن.. لقد قال تعالى ينبئ عن هذه العاقبة المريرة للطغيان:﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ (الروم:41)

لقد خلخل البشر بسلوكهم الطغياني الذي لا يراعي موازين الله ما وضع الله في الأرض من نعم تحفظ جمال الأرض وحياتهم..

ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يتلاعبون بموازين الحياة.. فأنشأوا من الحياة ما لم يلد إلا الموت.

قال الرجل: أنت تتحدث عن آثار العلوم والتكنولوجيا.. وهي آثار لابد منها.. فلا يمكن


[1] انظر تفاصيل أكثر في هذا في رسالة (معجزات علمية) من هذه السلسلة.

اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست