responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 360

الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)﴾ (البقرة).. ثم يقول: إني استعيذ منك بما استعاذت به مريم.. فيقول الحجاج: وما عاذت به؟.. فيقول سعيد: قالت :﴿ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)﴾ (مريم)، فيرد الحجاج: لأبدلنّك بالدنيا نارا تلظّى.. فيقول سعيد: لو علمت أن ذلك بيدك لاتّخذتك إلها.

وهنا ييلغ غضب الحجاج منتهاه، فيقول: اجلدوا به الأرض.. فيقرأ سعيد :﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)﴾ (طه) فيأمر الحجاج السياف قائلا: اذبح.. فما انزعه لآيات الله.. فيقول سعيد: (اللهم لا تسلّطه على أحد بعدي)

لقد صار هذا المشهد حيا أمامي بهذا السعيد الجديد الذي قدر الله لي أن ألتقي به، وأستمع له، ثم أرى شهادته بعيني التي حرمتا من رؤية شهادة سعيد القديم.

^^^

بعد أن التفت جموع السجناء بسعيد نظر إليهم نظرة ملؤها الحنان، وقال: سأحدثكم اليوم كما حدثني إخواني عن تلك الشريعة العظيمة التي أنزلها الله على عباده لتنقذهم من الأهواء والجور والظلم.. فلا تختم الحياة بشيء أجمل من هذه الأحاديث.

قال له رجل منا: لقد حدثنا إخوانك عن شريعة الإسلام ونظامه ورفقه وحزمه وعن الحريات التي أتاحها، والمسؤوليات التي أمر بها.. فما تريد أن تحدثنا أنت؟

قال: سأحدثكم عن ركن ركين من أركان العدالة.. لا تكتمل إلا به.. بل لا يمكن أن تقوم إلا به..

لقد عبر القرآن الكريم عن هذا الركن، فقال :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)﴾ (النساء)

وعبر عنه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فقال: ( ألا وإن الله تعالى - قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية

اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست