responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 345

الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله تعالى سخط الله عليه وأسخط الخلق عليه، مثل أن لا يأمرهم بالطاعة ولا يعلمهم أمور الدين ويطعمهم الحرام ويمنع الأجير أجرته والمرأة مهرها، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)

البطانة:

قلنا: حدثتنا عن الثانية.. فحدثنا عن الثالثة.

قال: لابد للحاكم مهما كانت مرتبة حكمه من وزراء يعينونه.. وعمال ينوبون عنه..

لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال عن نبيه موسى u :﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ﴾ (طـه:29)، فلو كان الحاكم يستغني عن الوزراء لكان أحق الناس بذلك كليم الله موسى u..

ثم ذكر الله تعالى الحكمة من الحاجة الوزراء فقال :﴿ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)﴾ (طه).. فقد دلت هذه الآيات على أن الوزير هو عون الملك وشريكه وصاحبه في عبادة الله وفي تحقيق العدل الذي هو العبادة الكبرى للحكام.

قالوا: نعلم حاجة الوزراء والأعوان.. لكن ما علاقتهم بتحقيق العدل؟

قال: العدل لا يقوم على أحد كما يقوم على هؤلاء.. فقد يكون الحاكم صالحا.. ولكنه يبتلى بمن يصرفه عن الصلاح.. فيشير عليه بالفساد..

وقد روي في الأخبار من ذلك أن موسى u قال لفرعون: آمن ولك الجنة ولك ملكك.. قال: لا حتى أشاور هامان.. فشاوره في ذلك فقال: بينما أنت إله تعبد إذ صرت تعبد! فأنف واستكبر، وكان من أمره ما كان.

لقد قال الحكماء في هذا المنصب : ( الوزير عون على الأمور وشريك في التدبير، وظهير على السياسة ومفزع عند النازلة، والوزير مع الملك بمنزلة سمعه وبصره ولسانه وقلبه)، وقالوا

اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست