و عن أنس قال: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في سفر فصام بعض وأفطر بعض، فتحزم
المفطرون وعملوا، وضعف الصوام عن بعض العمل، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في ذلك : (ذهب المفطرون اليوم بالأجر)[2]
وعن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: يا رسول الله أجد بي قوة
على الصيام في السفر، فهل علي جناح؟ فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم : (هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن،
ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه)[3]
وعن جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في
رأسه، ثم احتلم فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا : ما نجد لك
رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخبر بذلك، فقال: (قتلوه قتلهم الله!!
ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر -
أو يعصب - على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده)[4]
ومن ذلك ما رخص الله للمضطر بتناوله مما كان أصله الحرمة،
قال تعالى :﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)﴾
(البقرة)، وقال :﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ
وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ
إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ