responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174

شجاج فأتوا النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فأعطاهم الأرش[1]، ثم قال: (إني خاطب الناس، ومخبرهم أنكم قد رضيتم.. أرضيتم؟) قالوا : نعم، فصعد النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم المنبر فخطب، وذكر القصة، وقال :(أرضيتم؟) قالوا : لا.. فهم بهم المهاجرون، فنزل النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فأعطاهم، ثم صعد فخطب الناس ثم قال : أرضيتم؟ قالوا : نعم[2]..

انظروا كيف أن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لم يأخذ بعلمه في هذه القصة.. انظروا كيف عاد فأعطاهم، ولم يعاملهم بحسب إقرارهم الأول.

العدالة:

قلنا: عرفنا استقلال القضاء الإسلامي عن التبعية لأي سلطة غير سلطة الشريعة.. فحدثنا عن عدالته.

قال: لا تتم العدالة في القضاء إلا بسريانها في جميع أركان القضايا.

قلنا: وما أركان القضايا؟

قال: هما اثنان: الإثبات والحكم.. إثبات التهمة على من ارتكبها.. والحكم عليهم بعدها.

قلنا: فحدثنا عن العدالة التي جاءت بها شريعة الإسلام فيما يتعلق بالإثبات؟

قال: لقد اعتبرت الشريعة الإسلامية البراهين والأدلة هي المعيار الذي به يتم تمييز الحق من الباطل.. فلهذا، فإن كل ادعاء يبقى في نظر القضاء الشرعي محتاجا إلى دليل، ولا يؤخذ به إلا بالحجة والبرهان، قال تعالى :﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(البقرة: 111) إن كنتم صادقين ( (20)، وقال :﴿ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ)(النور: 13)


[1] هو ما يعطى في الجراحات.. وتقويمه راجع لأهل العلم.

[2] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة.

اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست