اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 100
ثانيا ـ النظام
في اليوم الثاني، صاح السجان بصوته المزعج قائلا: في هذا
المساء.. سيساق إلى الموت (الحسين بن علي)[1].. وقد رأت إدارة السجن أن تسمح
لجميع السجناء بتوديعه والجلوس إليه بشرط ألا يخترقوا قوانين السجن.. ومن يخترقها،
فسيتحمل مسؤولية خرقه.
ما إن قال ذلك.. وما إن فتحت أبواب الزنازن.. حتى أسرع جميع السجناء
إلى ساحة السجن حيث وجدوا الحسين بن علي جالسا على عرشه ينتظرهم.
كان فتى ممتلئا وقارا وهيبة وجمالا..
قال لنا بصوت قوي جليل ممتلئ بالحنان والرحمة: أيها الإخوان
الكرام.. أنا اليوم في أسعد أيام حياتي.. لقد كانت أمنيتي الغالية منذ صباي أن
يرزقني الله موتة كريمة عزيزة كموتة ذلك الأبي الشهم النبيل حفيد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الحسين بن علي..
لقد كان يمثل لي ـ كما يمثل للملايين في الأجيال الطويلة
المختلفة ـ الصوت الصارخ في البرية ضد الطغاة والمجرمين والمستبدين..
لقد كان دوره البطولي العظيم في وقعة الطف إحياء للدين..
وإماتة لبدعة خطيرة كان
[1] أشير به إلى أبي عبد الله
الحُسَيْن بن علي (4 - 61هـ )، سبط رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وسيد شباب أهل الجنة، وريحانة
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
وقد ردت في فضله المناقب الكثيرة عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، منها قوله: ( الحسن والحسين سيّدا
شباب أهل الجنة ) (رواه الترمذي بإسناد صححه وحسنه)، ومنها ما روى حذيفة: (إن
ملكًا هبط إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم يهبط إلى الأرض قطّ قبل هذه الليلة، استأذن ربه، عز وجل، أن يُسلِّم
على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ويبشره أن الحسين سيّد شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء الجنة) (رواه أحمد
والترمذي)، ومنها : (إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا)(البخاري)، ومنها (
حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب حسيناً، الحسن و الحسين من الأسباط)، ومنها من
أحبهما - أي الحسن والحسين - فقد أحبني)، وغيرها.
ومع كل هذه المناقب.. فقد
شاء الله لبعض الأشقياء من الطغاة أن يقدموا على قتله مع أهل بيته في الواقعة
المشهورة بكربلاء في يوم الجمعة في العاشر من المحرم منها عام 61هـ.. وقد ذكرنا
الحادثة بتفصيل في الرسالة الموسومة بـ (حوار مع الطغاة) في الفصل الذي خصصناه
للطاغية (يزيد)
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 100