صور بهذه الصورة ابتداءا.. بل
هو يمن علينا بذلك، ويعتبره من فضل الله علنيا.. قال تعالى :﴿ لَقَدْ
خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍO (التين:4)
وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ
رَكَّبَكَ﴾ (الانفطار:8)، وقال:﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَO (غافر:64)، وقال:﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ
الْمَصِيرُO (التغابن:3)
قلت: لقد بدأت في تلمذتي على
أساتذة يحتقرون التراب.. فما الحق الذي أبصروه في ذلك؟.. وما الوهم الذي تسرب
إليهم؟
قال: أما الحق الذي أبصروه فهو
أن أنوار الروح التي نفخها الله في جسد الإنسان شغلتهم عن الجسد والطين.. فتصوروا
الصراع بين الروح والجسد.. وهو موضع الوهم.. فالنور الذي نرى به الأشياء لا يزاحم
الأشياء وجودها.. بل إنه يزيدها جمالا.. ألا ترى الشمس كيف تشرق، فتشرق الألوان
بإشراقها؟