responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85

من اللون، أو ما نشعر به من المخاوف والآمال.. جميع هذه الظواهر مردها إلى حركات أجزاء صغيرة من المادة، تنطلق في الفضاء طبقاً لقوانين حتمية حاسمة، هذه الأجزاء الصغيرة هي التي يتولد عنها علمنا بها، فليس العقل بعبارة أخرى إلا شعور هذه الأجزاء الصغيرة بذاتها)

بهذا صاح الكل.. كل من بهرهم عظم الآلات الربانية.. لقد اكتفوا بالانبهار بها عن النظر إلى الحقائق التي تحيط بها.. والتي لا يمكن أن تتحرك الآلة من دونها..

وقد أدى هذا الانبهار إلى تلك الأوهام الكثيرة حول الكون وحول الحياة وحول الإنسان..

وأخطر ما نتج عن ذلك ما كانوا يرددونه كل حين من قولهم:( ما من شيء يمكن أن يكون حقيقياً إلا وهو قابل من الناحية النظرية ؛ لأن يدرك بالحواس، ومن هنا فإن البحث في طبيعة الأشياء المحسوسة وتحليلها إلى عناصرها وذراتها ؛ إنما هو معالجة للحقيقة بصورة مباشرة، أما تصور القيم الأخلاقية، وتأمل الخبرات الدينية والاستمتاع بها مثلاً، فليس إلا خبط عشواء وجرياً وراء السراب)

وأخطر ما نتج عن ذلك كله هو سلب الإرادة من الإنسان بعد أن سلب عقله.. فلا يمكن للعقل أن يمارس وظيفته إن لم تكن له إرادة..

قلت: ذكرت الحق الذي ذهب إليه واطسون.. والوهم الذي تسرب إليه.. فهل ترى أن لداروين بعض الحق فيما ذكره من خلق الإنسان؟

قال: داروين مختلف تماما.. داروين لم يدرس الإنسان كشيء موجود أمامه.. وإنما راح يبحث في الجماجم عن تاريخ الإنسان.. فلم تهده الجماجم إلى شيء[1].. فراح يتكهن ويرجم بالغيب.. إنه مثل مؤرخ أراد أن يخرج للعالم بتاريخ حضارة من الحضارات، فبحث في آثارها،


[1] ذكرنا الرد العلمي على نظرية التطور في (معجزات علمية) من هذه السلسلة.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست