اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 695
يسمع بغير أصمخة وآذان كما
يفعل بغير جارحة ويتكلم بغير لسان وسمعه منزه عن أن يتطرق إليه الحدثان.. قال
تعالى :﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ
القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّل مِنَّا إِنَّكَ
أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾ (البقرة:127)، وقال :﴿ إِذْ قَالتِ
امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً
فَتَقَبَّل مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾ (آل عمران:35)،
وقال عن دعاء زكريا :﴿ قال رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لدُنْكَ ذُرِّيَّةً
طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ (آل عمران:38)
وقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :(
وَإِذَا قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا : اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ
الْحَمْدُ، يَسْمَعِ الله لَكُمْ ؛ فَإِنَّ الله تَعَالَى قَالَ عَلَى لِسَانِ
نَبِيِّهِ a : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ)[1]
وهو البصير الذي يشاهد ويرى حتى
لا يعزب عنه ما تحت الثرى، وإبصاره منزه عن أن يكون بحدقة وأجفان، ومقدس عن أن
يرجع إلى انطباع الصور والألوان في ذاته كما ينطبع في حدقة الإنسان، فإن ذلك من
التغير والتأثر المقتضي للحدثان.