اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 615
قام آخر، وقال: حتى ذلك الجو
الهادئ البسيط الذي عاشه أسلافنا على هذه الأرض منذ عشرات الآلاف من السنين يريد
أن يستل منا..
إن التلوث الصوتي يزاحمنا في كل
محل.. ففي كل محل تسمعون هدير محركات الطائرات، وصخب السيارات والقطارات والسفن
والمصانع والمستودعات.. فإذا دخلتم إلى البيوت وجدتم أنفسكم محاصرين بأصوات
البرادات والغسالات والرائي والمذياع والموسيقى الصاخبة ببيوتكم أو بيوت الجيران
من حولكم.
قام رجل من الجمع، وقال: لم نكن
نحسب أن للصوت تلوثا.
قال: كل ما أخرج الأرض عن
فطرتها التي فطرت عليها تلوث وصراع.. لقد حذّرت منظمة اليونسكو، ومنذ (1967) من أن
الضجيج هو مصيبة العالم المعاصر.
وبعد مرور أكثر من 33 عاماً من
الزمن أصبح الصخب أكثر خطرا، وارتفعت قيمته في معظم المدن الكبرى في العالم
بمعدل12- 15د. ب، أمّا قيمة الضجيج الذاتية فارتفعت وبمعدل( 3 - 4 ) مرات وانخفضت
إنتاجية العمل بنسبة 15 -20 بالمائة.
قال آخر: ما المخاطر التي
يسببها هذا التلوث الصوتي؟
قال: لقد وجدنا من خلال البحث
المستقرئ للواقع أن للضجبج تأثيرا خطيرا على صحة الإنسان، فهو يلعب دوراً هاماً في
ارتفاع نسبة أمراض القرحة المعدية، والجملة العصبية النفسية وأمراض القلب الأوعية
الدموية.
ففي المجتمعات الأوربية يعاني
وسطياً كل( 4 ) رابع رجل وكل(3) ثالث امرأة من العصبية الناتجة عن الضجيج والصخب
المرتفعيين.
ووفقاً للإحصائيات، فإن كل خامس
مراجع لمستشفيات الأمراض النفسية يقصدها من جراء تعرضه للضجيج.. أمّا حاسة السمع
فهي الأكثر تضرراً من الضجيج.. ويُعتقد أنه من بين كل مائة قروي يعاني من20-30
شخصاً من سوء السمع، أمّا هذا المعدل في المدن فيصل إلى
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 615