responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 575

فذكر عن نوح u أنه كان صريحاً جداً في دعوته حين أعلن لقومه طريقته، قال تعالى:﴿ وَاتلُ عَلَيهِم نَبأَ نُوحٍ إِذ قَالَ لِقَومِهِ يَا قَومِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيكُم مَّقَامي وَتَذكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلتُ فَأَجمِعُوا أَمرَكُم وَ شُرَكَاءَكُم ثُمَّ لاَ يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غَمَّةً ثُمَّ اقضُوا إِلَىَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ﴾ (يونس: 71 )

واضح هنا أن الذي كبر على قوم نوح لم يكن قيام نوح بعمل انقلابي أو عدواني، وإنما كان ذنبه هو مقامه وتذكيره بآيات الله. ولهذا قال : إن كان هذا العمل جريمة في نظركم فإني أتحمل تبعة عملي :﴿ فَأَجمِعُوا أَمرَكُم وَشُرَكَاءَكُم ثُمَّ لاَ يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غَمَّةً ثُمَّ اقضُوا إِلَىَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ﴾ (يونس:71 )

ومعنى هذا أن نوحاً u استمر في دعوته الطويلة استمراراً سلمياً بحيث أنه رفض قومه هذه الدعوة وحاولوا أن ينالوا منه لم يعزم على قتالهم إنما عزم على الصبر إلى أن يقتل هو.

ونفس هذا الأسلوب انتهجه هود u من بعده، قال تعالى :﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)﴾ (الأعراف)

انظر.. هناك عرَّض نوح نفسه للموت، أما هنا فإن هوداً ينصح ويبيِّن.. وهذا يعني أنه مازال يأمل بإيمان قومه.

ومن هذه المقارنة البسيطة، نعلم نجاح الدعوات لا يمكن أن يكون إلا عن طريق التبليغ الكامل لآيات الله، سواء أقبلها الناس أم لم يقبلوها، مادامت في مرحلة التكوين.. لأن الذي لا يقبل الرأي عن طريق الإقناع، قد تتمكن أن ترغمه على رأيك بالقوة، إلا أنه سينقض عليك حتماً متى سنحت له الفرصة ليثبت لك أنه لم يؤمن بفكرتك.

وهذا نفسه ما حصل مع موسى u قال تعالى :﴿ وَلَقَد أَرسَلنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست