اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 566
جشعي وحرصي.. فلذلك لم أكتف
بأكل كل تلك الأموال.. أنا لا تكفيني الأموال.. مثلما لا تكتفيني الدماء..
قلنا: فما فعلت.. أو ما فعل
قومنا بعد كل هذا؟
قال: لقد رحنا نفرض سيطرتنا
السياسية على الأنظمة الحاكمة والشعوب التابعة لها، والتحكم في مركز القرار
السياسي وصناعته في دول العالم لخدمة مصالحنا على حساب مصالح الشعوب وثرواتها
الوطنية والقومية وثقافتها ومعتقداتها الدينية.. لقد قال أحد زملائي في الإجرام
(جون بوتنغ)، وقد كان رئيس المدراء التنفيذيين في بنك بنسلفانيا :( في العولمة نحن
نقرر من الذي سيعيش ونحن نقرر من الذي سيموت)
لم نكتف بكل هذا، بل رحنا نخطط
للتدخل العسكري وإعلان الحرب في أية بقعة من العالم تفكر بالخروج على سيطرتنا..
يقول صموئيل هنتنغتون في دراسته المسماة (المصالح الأمريكية ومتغيرات الأمن) :(
إنّ الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بحاجة ماسّة إلى عدو جديد يوحد دوله وشعوبه،
وإن الحرب لن تتوقف، حتى لو سكت السلاح وأُبرمت المعاهدات، ذلك أن حرباً حضاريةً
قادمةً ستستمر بين المعسكر الغربي الذي تتزعمه أمريكا وطرف آخر، قد يكون عالم
الإسلام أو الصين)
ولم نكتف بكل هذا.. بل رحنا نفرض
ثقافتنا بكل تشوهاتها وصراعاتها على العالم أجمع.. إنّ ثقافتنا تريد من العالم
أجمع أن يعتمد المعايير المادية النفعية الغربية،كأساس لتطوره، وكقيمة اجتماعية
وأخلاقية، وبهذا فإنّ ما تبقى يجب أن يسقط، وما تبقى هنا هو ليست خصوصية قومية، بل
مفهوم الخصوصية نفسه، وليس تاريخا بعينه بل فكرة التاريخ، وليس هوية بعينها وإنما
كل الهويات،وليس منظومة قيمية بل فكرة القيمة وليس نوعا بشريا، وإنّما فكرة
الإنسان المطلق نفسه.
لقد دعا دافايد روشكويف (أستاذ
العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا والمسئول السابق
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 566