responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 549

لا عهد لهم ولا ذمة[1].

وكيف يكون لهم عهد أو ذمة، وهم تلاميذ تلك الحكايات الطويلة الممتلئة بالخيانات، والتي يعج بها وبأبطالها الكتاب المقدس؟

لقد هدفت تلك المحاكم المقدسة إلى تنصير المسلمين بإشراف السلطات الكنسية، وبأبشع الوسائل، وبما أن المسلمين لم يقبلوا التنصير، فقد بدأ القتل والتنكيل فيهم، فثاروا فى غرناطة وريفها، فمزقهم الإسبان بلا رحمة، وفى عام 1501م أصدر الملكان الصليبيان مرسوما خلاصته:( إنه لما كان الرب قد اختارهما لتطير غرناطة من الكفرة (يعنيان المسلمين)، فإنه يحظر وجود المسلمين فيها ويعاقب المخالفون بالموت أو مصادرة الأموال)، فهاجرت جموع المسلمين إلى المغرب لينجوا بدينهم، ومن بقى من المسلمين أخفى إسلامه، وأظهر تنصره، فبدأت محاكم التفتيش نشاطها الوحشى المروع، فحين التبليغ عن مسلم يخفى إسلانه يزج به فى السجون، وكانت السجون وحشية رهيبة مظلمة عميقة تغص بالحشرات والجرذان ويصفد فيها المتهمون بالأغلال بعد مصادرة أموالهم لتدفع نفقات سجنهم.


[1]مما جاء فى المعاهدة:(.. تأمين الصغير والكبير فى النفس والأهل والمال إبقاء الناس فى أماكنهم ودورهم ورباعهم وإقامة شريعتهم على ما كانت، ولا يحكم على أحد منهم إلا بشريعتهم، وأن تبقى المساجد كما كانت والأوقاف كما كانت، وألا يدخل نصرانى دار المسلم، ولا يغصبوا أحدا وألا يؤخذ أحد بذنب غيره، وألا يكزه من أسلم على الرجوع للنصارى ودينهم، ولا ينظر نصرانى على دور المسلمين، ولا يدخل مسجدا من مساجدهم، ويسير فى بلاد النصارى أمنا فى نفسه وماله، ولا يمنع مؤذن ولا مصلى ولا صائم ولا غيره فى أمور دينه)، ومع قسم فرديناند وإيزابيلا على كل هذا إلا أن الأيمان والعهود لم تكن عند ملكى النصارى سوى ستار للغدر والخيانة، وقد نقضت كل هذه الشروط ولم يتردد المؤرخ الغربى(بروسكوت) أن يصفها بأنها أفضل مادة لتقدير الغدر الإسبانى، فنقض الإسبان هذه المعاهدة بندا بندا، فمنعو المسلمين من النطق بالعربية فى الأندلس، وفرضوا إجلاء المسلمسن الموجودين فيها وحرق ما بقى منهم، وزاد الكردينال (أكزيمينيس) على ذلك، فأمر بجمع كل ما يستطيع من كتب المسلمين وفيها من العلوم ما لا يقدر بثمن بل هى خلاصة ما تبقى من الفكر الإنسانى وأحرقها، يقول غوستاف لوبون متحسرا على فعلة أكزيمينيس:( ظن رئيس الأساقفة أكزيمينيس أنه بحرقه مؤخرا ما قدر على جمعه من كتب أعدائه العرب (أى ثمانين ألف كتاب) محا ذكراهم من الأندلس إلى الأبد فما درى أن ما تركه العرب من الأثار التى تملأ بلاد اسيانية يكفى لتخليد اسمهم إلى الأبد)

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست