responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 486

ثامنا ـ العالم

في اليوم الثامن، قام رجل منا، وقال: سأحدثكم اليوم أنا عن حديثي.. فاسمعوني.. وأرجو أن تصبروا على ما سأذكره لكم من مآس.. فأنا لا أذكرها لكم إلا لأنفس عن صدري بعض تلك الآلام التي تنهشه، وأطفئ تلك الحرائق العظيمة التي تملأ قلبي بالخراب..

أنا رجل كتب له أن يكون ضحية لأفكار سوداوية كثيرة جعلته تلميذا للإجرام وأستاذا من أساتذته.. ولم أكن وحدي في ذلك.. لقد كنت في أمة من الناس لا تفكر إلا بالعقل الذي أفكر به، ولا تمارس من الأساليب إلا ما أمارسه من الأساليب.

ليس عند هذا الحد تقف قصتي.. هناك جوانب مشرقة جميلة ختمت بها.. ولأجلها جئت إلى هذه البلاد.. ولكن الله قدر أن أصلى ببعض النيران التي كنت أصليها غيري.. وأنا راض بذلك، مطمئن له.. لأني على حسب ما ذكر لي النور والطهر والسلام لن ألقى في حياتي إلا ثمار ما غرسته فيها.

ولكني مع ذلك متأسف أسفا لا يمكن أن يكون له حد.. لأني ما أتيت هنا إلا لأستبدل تلك الثياب الدموية التي ولدت بها ونشأت عليها وسرت في حياتي جميعا وأنا ألبسها.. بثياب أخرى ممتلئة بالطهر والسلام والصفاء.. ثياب قد تكفر تلك الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها كما ارتكبها أسلافي في حق الإنسانية.

قلنا: من أنت؟

قال: لقد تسميت بأسماء كثيرة.. فمن أسمائي نيرون.. ومنها شارون.. ومنها هتلر.. ومنها نابليون.. ومنها بوش.. ومنها أسماء كثيرة ستعرفونها عند سردي لقصتي..

قلنا: فمن أي البلاد أنت؟

قال: من كل تلك البلاد التي تصدر الإجرام، وتتعامل مع البشر كما تتعامل مع الحشرات.

قلنا: فمتى ولدت؟

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست