responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 484

قال: لم تر جنونه؟

قلت: لأن الإبداع لا يكون بالتلاعب بحقائق الأشياء..

قال: ففيم يكون إذن؟

قلت: في تنسيقه واختياراته والإيحاءات التي تعبر عنها صوره..

ثم أضفت قائلا: ما تريد بكل هذا؟

قال: أريد أن أبين لك العلاقة بين التنظيمات والدستور.. فالدستور الإلهي دوره أن يبين فطر الأشياء وحقائقها حتى لا يتلاعب الساسة بها.. وأما التنظيمات، فدورها أن تجعل صورة الحياة جميلة حية ممتلئة بالسعادة.

قلت: فما علاقة هذا بالنظام السياسي الإسلامي؟

قال: كما أن الإسلام تشدد في دستوره الذي يحفظ حقائق الأشياء، فإنه في مقابل ذلك تفتح تفتحا تاما على كل ما يخدم الحياة من تنظيمات.. فالحياة لا تستقيم إلا بالتنظيمات الصالحة التي تيسر للرعية حياتها.

^^^

بعد أن ذكر لنا صاحبنا من أنباء النظام الإسلامي ما ذكر سألناه عن صاحبه، فقال: لقد مكثت معه فترة من الزمن يشرح لي جوانب السلام التي يختزنها الإسلام في جميع مبادئه ونظمه.. وفي اليوم الذي قررت فيه بكل قواي أن أحطم تلك الخراسانات المسلحة التي جثمت على قلبي وعقلي وحالت بيني وبين الإسلام.. في ذلك اليوم لم أر صاحبي.. فرحت أسأل عنه، وأمعن في السؤال، وقد دلني الناصحون على أنه قدم هذه البلاد، وقد قدمت لأجله، وها أنتم ترون ما أصابنا من البلاء.

وأنا لا أحزن على فوات ما فاتني من الدنيا، ولكني أحزن على تلك المبادئ العظيمة التي جاء بها الإسلام كيف تشوه هذا التشويه.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 484
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست