responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 362

آخر كتب على بابه (تهذيب الأخلاق) [1].. فسألت المحاسبي عنه، فأخبرني أن هذا القسم خاص برجل جاء به من الري يطلق عليه (ابن مسكويه)[2]

فسألته عن الفرق بين هذا والذي قبله.. فقال لي: ذاك رجل يقصده الكل.. أما هذا فرجل يقصده صنف خاص من الناس.. وهم صنف يحن إلى الحكمة العقلية ويميل إليها.. ولا يؤتى إليه إلا من قبلها.

دخلنا قاعة الحكمة التي تربع فيها ابن مسكويه يحيط بها جمع قليل من الناس.. وقد كان من حسن حظنا أن حظرنا الدرس من أوله..

بدأ ابن مسكويه درسه بقوله: (الحمد لله الذي أرشد إلى الصراط المستقيم ومدح الخلق العظيم وأرسل نبيه محمدا a متمما لمكارم الأخلاق، وأدبه فأحسن تأديبه على الإطلاق.. اللهم إنا نتوجه إليك ونسعى نحوك ونجاهد نفوسنا في طاعتك ونركب الصراط المستقيم الذي نهجته لنا إلى مرضاتك فأعن بقوتك واهدنا بعزتك واعصمنا بقدرتك وبلغنا الدرجة العلي برحمتك والسعادة القصوى بجودك ورأفتك إنك على ما تشاء قدير)[3]


[1] هذا اسم الكتاب الذي استفدنا منه المعاني التي سنذكرها، وهو لابن مسكويه.

[2] أشير به إلى أبي علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه (ت421 هـ)، وهو مؤرخ بحاثة، أصله من الري وسكن أصفهان وتوفي بها.. اشتغل بالفلسفة والكيمياء والمنطق مدة، ثم أولع بالتاريخ والادب والانشاء.. وكان قيما على خزانة كتب ابن العميد، ثم كتب عضد الدولة بن بويه، فلقب بالخازن، ثم اختص ببهاء الدولة البويهي وعظم شأنه عنده.

وقال أبو حيان في جملة وصفه: (لطيف الالفاظ، سهل المأخذ، مشهور المعاني شديد التوقي، ضعيف الترقي، يتطاول جهده ثم يقصر)

من كتبه (تجارب الامم وتعاقب الهمم) في التاريخ، انتهى به إلى السنة التي مات فيها عضد الدولة (372 ه)، وله (تهذيب الاخلاق وتطهير الاعراق)، ومنه استفدنا في هذا المطلب، و(طهارة النفس) و(آداب العرب والفرس) و(الفوز الاصغر) في علم النفس، و(ترتيب السعادات) في الاخلاق، و(رسالة في ماهية العدل) و (نديم الاحباب وجليس الاصحاب) و(الحكمة الخالدة)، و (الادوية المفردة) و(الاشربة) وغير ذلك.. عاش عمرا طويلا.. (انظر: الأعلام للزركلي)

[3] هذه مقدمة كتاب (تهذيب الأخلاق).

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست