responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 335

(33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)﴾ (المعارج)

رأيت المجتمعين حوله مستغرقين استغراقا تاما، ورأيت على وجوه بعضهم دموعا كثيرة تنحدر.. ورأيت بعضهم يمسك ورقة يكتب فيها شيئا، فاقتربت منه، فرأيته يضع جداول مملوءة أرقاما.. فقلت له مختبرا: ما تفعل يا رجل.. أنت تنشغل عن كلام ربك بعد ثروتك؟

قال لي ـ والدموع تنحدر من عينيه ـ : لا يا أخي.. لا تسئ بي الظن.. أنا رجل كنت مسرفا على نفسي.. وقد أخذت أموالا كثيرة بغير حق.. وقد نبهتني هذه الآيات إلى وجوب إرجاع الحقوق لأصحابها.. وقد عاهدت الله في هذا المجلس ألا أخرج منه إلا بعد أن أرد كل حق لصاحبه حتى لو افتقرت.. فلأن أذوق فقر الدنيا خير من أن أذوق فقر الآخرة.

^^^

تركته، وسرت إلى مجلس آخر، فرأيت رجلا يردد بينه وبين نفسه: : بلى يا رب قد آن.. بلى يا رب قد آن.. بلى يا رب قد آن.

فسألت المحاسبي عن شأنه، فقال: هذا الفضيل بن عياض.. كان شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس.. وكان سبب توبته أنه ارتقى بعض الجدران فسمع تالياً يتلو قوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)﴾ (الحديد)، فلما سمعها قال: بلى يا رب قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خربةٍ فإذا بها سابلة.. فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا.. قال: ففكرت، وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.

^^^

تركته، وسرت إلى مجلس آخر، فرأيت رجلا يتوسط حلقة، وهو يقرأ عليهم القرآن، وبعد

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست