responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 269

قولا مرفوضا بذاته، وهكذا.

قال تلميذ من التلاميذ: نراك تعاتب كانت وديكارت.. مع أن المنطق الذي تدرسنا إياه ليس إلا وليد البيئة التي ولد فيها هذان الرجلان.. أليس هو من تأليف أرسطو اليوناني؟

قال ابن حزم: وما الحرج في ذلك.. إن المنطق من المعارف الإنسانية العامة، كعلم الحساب والهندسة، فإن كنا نجيز لأنفسنا أن نستفيد من علم الحساب فى الفرائض فلماذا لا نستفيد من المنطق؟

قال آخر: ولكن علماء المسلمين نظروا في تلك الكتب التي تشرحها لنا، فرأوا فيها أموارا عظاما؟

قال ابن حزم: لقد وجدت أن مواقف المطالعين لتلك الكتب أربع طوائف.. وقد اخترت لنفسي ولكم أشرفها وأعلاها.

قالوا: فمن الطائفة الأولى؟

قال: هم قوم حكموا على تلك الكتب بانها محتوية على الكفر وناصرة للإلحاد، دون ان يقفوا على معانيها أو يطالعوها بالقراءة.. وهؤلاء هم المقصودون بقوله تعالى :﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاًO (الاسراء:36).. وهم المقصودون بقوله تعالى :﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَO (آل عمران:66).. وهم المقصودون بقوله تعالى :﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(البقرة: من الآية111)

ونحن ـ في مجلسنا هذا ـ نطلب من هذه الطائفة إزالة هذا الباطل من نفوسهم الجائرة الحاكمة قبل التثبيت، القابلة دون علم، القاطعة دون برهان..

قالوا: فمن الطائفة الثانية؟

قال: هم قوم يعدون هذه الكتب هذيانا من المنطق، وهذرا من القول.. وهؤلاء ـ كأكثر

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست