responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 242

المجتمع قد ينشأ عنه نقمة في المجتمع، ويتولد عنه – دون حتمية- رد فعلٍ عنيف، يدفع بالمجتمع إلى حرية اجتماعية سمتها الفوضى، ثم يتولد عن هذه الفوضى الاجتماعية رجعة توفيقية بين الديكتاتورية والحرية المسرفة، وهي أفضل منهما.. فمن الطريحة والنقيضة تولدت الجميعة.. ولكن ذلك لم يتم إلا من خلال وعي الناس، ودون أن تكون ضرورة حتمية.

فكيف نطبق الحركة التغيرية الصاعدة حينما تسوء حالة الجميعة التوفيقية هذه في المجتمع، فترجع إليه الديكتاتورية المتطرفة مرة أخرى، ثم الحرية الاجتماعية المسرفة، ثم الديمقراطية المعتدلة؟!

أليست هذه دورات متناظرة، وليست بصاعدة كما زعم الادعاء[1]؟

الجدلية المادية:

قلنا: فإلى من لجأت بعده؟

قال: إلى رجل تعرفونه جميعا.. استعمل جدلية هيجل بعد أن نزع عنها المثالية.. فحولها إلى مادية.

قلنا: تقصد (كارل ماركس)[2]

قال: أجل.. لقد أخذ هذا الرجل من هيجل آراءه في الجدلية بعد أن حذف منها نظرتها المثالية، المرتبطة بالله، وأضاف إليها نظرته المادية، فصار مذهبه الفلسفي الجذري (المادية


[1] استشهد (برنال) بنظرية الرغبات المكبوتة لفرويد في رد هذا الديالكتيك، فقال : إننا نجد الدول الديالكتيكية أبعد ما تكون عن الحتمية فيها، فالغريزة هي الطريحة والكبت هو النقيضة والتسامي هو الجميعة، ثم يقول برنال : هذا جميل، ولكن افرض أن المريض أصيب بالجنون بدلاً عن كونه قد استطاع أن يتسامى. افرض أنه قتل نفسه، أين تكون إذن هذه المواءمة بين الأضداد بين الجميعة؟! أين يكون التقدم من الأدنى إلى الأعلى في هذه الحالة ؟! (انظر: كواشف زيوف، لحبنكة)

[2] سبق التعريف به.. وقد ذكرنا بتفصيل الرد على جدليته في رسالة (الباحثون عن الله) من هذه السلسلة.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست