responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 236

قال: أجل.. لقد وجدت أن الطبيعيات.. كل الطبيعيات.. تحتوي على مادة هي الإحساسات وصورة هي الزمان والمكان.. وأن الرياضيات تحتوي على صورة ـ وهي الزمان والمكان ـ ولكن بدون مادة.. أما (الميتافيزيقيا) فلا تحتوي موضوعاتها على صورة ولا على مادة.

ولذلك، فإن معارفنا عن الطبيعيات مزيجة من الذاتية والموضوعية، وهي لذلك لا تمثل إلا بعض الحقيقة.. أما معارفنا عن الرياضيات، فهي ذاتية بحتة.. فرغم أننا نعتقد بها لأنها جزء من تركيب أذهاننا لكنها مع ذلك لا تعكس حقيقة وراءها.. وأما معارفنا عن الغيب (ميتافيزيقيا) فإنها لا ذاتية ولا موضوعية.

لم تطل صحبتي له طويلا، فقد انصرفت عنه بعد مدة قصيرة.. فلم أجد عنده ما يسد حاجة عقلي..

نعم.. النظرية النسبية التي تعتبر أساس منهجه، صحيحة علميا، إذا أريد منها: أن العلم بكل الأشياء غير ممكن لنا، وكذلك العلم بكنه الأشياء.. ولكن إذا أريد بها التشكيك في صحة علمنا بظواهر بعض الأشياء، فإن ذات العلم ينفي هذا النوع من التشكيك إذ أنه حين يكشف لنا عن شيء يعطينا اطمئنانا بالغ الشدة به، بحيث ينقطع التشكيك فيه.

ومن هنا كان خطأ كانط الكبير، حين اعتبر الزمان والمكان من متصورات النفس البشرية ومن إضافاتها النهائية التي تضفيها على الأشياء لا لأمر إلا لتعرفها.. ذلك أن الزمان والمكان بدورهما حقائق يكشف عنهما العقل البشري.. ويثق بوجودهما في الخارج كما يثق بوجود أي شيء آخر.. وما هو الفرق بينهما وبين مواد التصورات وكيف جاز لكانط أن يعتقد أن تصور الحرارة من نتائج الخارج ولكن تصور مكانها وزمانها من نتائج الذهن.

هذا بالإضافة إلى أن الذهن البشري يتصور إلى جانب الزمان والمكان أمورا أخرى كالشدة والضعف والنوع والكيف، فالذهن يتصور مكان وزمان الحرارة ويتصور أيضا الفرق

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست