responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234

قائلا: اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب.. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر.. فالله زودكم بعقول وينبغي أن تستخدموها.

سأله بعضهم حينها عن التنوير، فأجاب: إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد.

سأله آخر عن علاقة التنوير بالإيمان، فأجاب: عند حدود العقل تبتدئ حدود الإيمان.. لكن احذروا من الطاعة العمياء للقادة أو لرجال الدين.

سأله آخر عن القصور العقلي، فأجاب: إنه التبعية للآخرين، وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا.

اقتربت منه أنا، وسألت سؤالي المعتاد الذي تعودت أن أسأل به العقول، قلت له: كيف يتسنى للعقل أن يبلغ حقائق الأشياء بلوغا لا شك معه.

ابتسم، وقال: أنت لا تعرفني..

قلت: رأيتك.. ولكني لا أزال لا أعرفك.

قال: ولذلك وجهت لي هذا السؤال.. ولو أنك عرفتني لما سألت هذا السؤال.

قلت: لم؟

قال: لأن منهجي العقلي ينطلق من إلغاء هذا السؤال.

قلت: فسر لي ما تريد قوله.

قال: حينما رأيت مشاكل عديدة تمنع عن بلوغ حقيقة المعرفة، فعلت ما فعل غاليلو بالنسبة إلى الهيئة؛ فبدلا من ان يقول الأرض مركز العالم والشمس تدور حولها، قال: ان الشمس هي المركز والأرض تدور حولها، فنجح وحلت مشاكله العلمية.. وكذلك نجحت حين قلت: الناس حتى اللحظة كانوا يحسبون ان الحقائق هي المركز والفكر يدور حولها.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست