responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204

ما لم يكن؟

قال: لا.. لقد صغتها فقط صياغة تقربها لأهل عصرنا.. لقد رأيت أن روح الإنسان متشوقة للالتقاء بالله، وهذا لا يتحقق إلا عن طريق التجربة الروحانية، لذلك كانت فلسفتي جسرًا بين الفلسفة اليونانية والفلسفة المسيحية في عهدها الأول..

لقد أثبت أن الحقائق الكبرى لا تنكشف إلا عن طريق الإيمان بالله والفضل الإلهي، وليس عن طريق العقل.

انتفضت قائلا: ليس عن طريق العقل!؟

قال: أجل.. فالعقل حجاب عن الحقائق لا دليل عليها.

قلت: فاشرح لي كيف نصل إلى الحقائق من دون عقل.

قال: للحقيقة مستويات مختلفة.. ويعتمد كل مستوى على حقيقة تلك المستويات التي تعلوه.. وتجاوز الحقيقة بأكملها هو الواحد، والذي هو في حد ذاته غير معروف، ولايستطيع أحد أن يقول إن الواحد هو، لأن الواحد هو ما وراء الوجود.. ولكن الواحد يتمدد أو يفيض إلى المستويات التي دونه، كما يسطع الضوء خلال الظلام، ويصبح أكثر ظلمة كلما مضى أبعد..

والمستوى الأعلى للحقيقة هو ذلك (العقلي) الذي توجد فيه الأشكال كأفكار فيما وراء الوقت والفراغ. والمستوى التالي أكثر ظلمة وأقل حقيقة، وهو الروح.. والمستوى التالي هو الطبيعة، العالم المظلم لأجساد المادة.

وتحت هذه المستويات المادة التي ليس لها وجود حقيقي..

قلت: فهل يمكن رقي الأدنى إلى الأعلى؟

قال: أجل.. فنحن نسكن المستويات الدنيا.. ومع ذلك ترانا نشتاق للصعود والعودة إلى المستويات الأعلى.. بل يمكن لأرواحنا أن تترك أجسامنا، وتسبح في عالم الفكر حيث تستقر

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست