responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

إنكار شيء من هذا.. فلا يمكن للعقل أن ينكر ما لم يستطع أن يعرفه [1]..

أما نحن.. فموقنون تماما بما قال لنا ربنا.. لقد قال لنا :﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِO (الحج:46)، وبما قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم : (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)[2]

قلت: فما العملية التي يتم بها هذا التفاعل؟

قال: العقل ـ بوسائل إدراكه ـ يعطي معلوماته للقلب لينظر فيها ويتأملها من زاوية نوع التفاعل الذي يقابلها به.. والقلب هو الذي يتفاعل مع المعلومات بحسب توجه صاحبه.

قلت: أليست هذه عملية آلية حتمية؟

قال: لا.. لتوجه صاحبه الذي اختاره دور كبير في تحديد نوع الأثر الذي يحصل للقلب.. إنه مثل الماء الذي يجمعه صاحبه من محال مختلفة.. ثم يفكر في السبيل لصرفه.. فلكل طريقته في ذلك الصرف.


[1] نرى أن العلم بدأ يقترب نحو إثبات علاقة الوعي والمشاعر بالقلب.. ومن أجمل ما قرأنا في هذا البحث مقالا علميا في مجلة اليمامة (العدد 1607).. وهو عبارة عن تحقيق طبي عن آخر اكتشافات العلم الحديث حول وجود عقل في القلب كتبه الدكتور فهد العريفي..

قال الدكتور: (تشير بعض البحوث الرائدة التي أجراها بعض العلماء إلى أنه يوجد (مخ آخر) داخل الأمعاء والقلب يعرف بالجهاز العصبي الداخلي وهو مستقل عن المخ بيد أنه يتصل به في الجمجمة وذلك حسب رأي (مايكل فيرشون) رئيس قسم التشريح وعلم الأحياء الخلوية بكولمبيا.

إن المكان الذي تذهب إليه كل تجربة أو خبرة هو القلب لا المخ. في التسعينات اكتشف علماء (علم القلب العصبي) الحقل الجديد الآخذ في الظهور، اكتشفوا عقلاً في القلب يتكون من 400.000 خلية عصبية من مختلف الأنواع إضافة إلى شبكة معقدة من المرسلات العصبية، البروتينات، الخلايا المساعدة وتؤدي عملاً مستقلاً عن الدماغ أو العقل.

وهذا (المخ القلبي) كبير ومتسع تماماً كاتساع المناطق الرئيسية في المخ (الدماغ المفكر) ومعقد بالقدر الذي يجعله كالمخ تماماً) إلى آخر المقال.

[2] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست