responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجزات حسية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 576

وعن برة بنت أبي تجراة قالت: إن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة كان إذا خرج لحاجته أبعد حتى لا يرى بيتا ويفضي إلى الشعاب وبطون الأودية، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، وكان يلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا[1].

ومن ذلك تحية السجود التي مارسها هذا الجمل العارف بفضل محمد a، فعن جابر بن عبد الله أن جملا جاء إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فلما كان قريبا منه خر الجمل ساجدا فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (يا أيها الناس، من صاحب هذا الجمل؟)، فقال فتية من الأنصار: هو لنا يا رسول الله، قال: (فما شأنه؟)، قالو: سنونا عليه عشرين سنة، فلما كبرت سنه، أردنا نحره، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (تبيعونه؟)، فقالوا: هو لك يا رسول الله فقال: (أحسنوا إليه حتى يأتيه أجله)، فقالوا: يا رسول الله، نحن أحق أن نسجد لك من البهائم، فقال: (لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر ولو كان النساء لأزواجهن)[2]

^^^

ما وصل عبد القادر من حديثه إلى هذا الموضع حتى التفت إلى بولس، فوجدت عينيه تكادان تغرقان في دموع يحاول حبسها، ولكنه لم يستطع، فأخرج منديلا، وتظاهر بأن بعينيه شيئا يريد إزالته.

ولما لم يجد معه ذلك شيئا، وغلبته عيناه، وقف منصرفا.

ولم أجد إلا أن أنصرف معه، ومعي بصيص جديد من النور اهتديت به بعد إلى شمس محمد a.


[1] رواه ابن سعد.

[2] رواه أحمد والبيهقي واللفظ له، ورجاله ثقات.

اسم الکتاب : معجزات حسية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 576
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست