responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجزات حسية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 367

لأجل أنبياء بني إسرائيل، ولا يفعل شيئا كهذا لنبي المسلمين!؟

إجابات عقلية:

ثم التفت إلى الجمع، وقال: ذلك ما ذكرته نصوصهم، أما العقل السليم، فلا يعترض على هذه الحادثة بعدم تسجيلها لوجوه:

أولها أن انشقاق القمر كان في الليل، وهو وقت الغفلة والنوم والسكون عن المشي والتردد في الطرق سيما في موسم البرد، فإن الناس يكونون مستريحين في داخل البيوت وزواياها مغلقين أبوابها، فلا يكادون يعرفون من أمور السماء شيئاً إلا من انتظره واعتنى به، ألا ترون إلى خسوف القمر فإنه يكون كثيراً، وأكثر الناس لا يحصل لهم العلم به حتى يخبرهم أحد به.

وثانيها أن هذه الحادثة ما كانت ممتدة إلى زمان كثير، فما كان للناظر أن يذهب إلى الغير الذي هو بعيد عنه وينبهه، أو يوقظ النائم ويريه.

وثالثها أنها لم تكن متوقعة الحصول لأهل العلم لينظروها في وقتها ويروها كما أنهم يرون هلال رمضان والعيدين والكسوف والخسوف في أوقاتها غالباً لأجل كونها متوقعة الحصول، ولا يكون نظر كل واحد إلى السماء في كل جزء من أجزاء النهار أيضاً فضلاً عن الليل. فلذلك رأى الذين كانوا طالبين لهذه المعجزة، وكذلك من وقع نظره في هذا الوقت إلى السماء، كما جاء في الأحاديث الصحيحة أن الكفار لما رأوها قالوا: سحركم ابن أبي كبشة فقال أبو جهل: هذا سحر فابعثوا إلى أهل الآفاق حتى تنظروا رأوا ذلك أم لا؟ فأخبر أهل آفاق مكة أنهم رأوه منشقاً، وذلك لأن العرب يسافرون في الليل غالباً، ويقيمون بالنهار فقالوا: هذا سحر مستمر.

ورابعها أنه قد يحول في بعض الأمكنة وفي بعض الأوقات بين الرائي والقمر، سحاب غليظ أو جبل، حتى أن أهل البلاد الشمالية في موسم نزول الثلج والمطر لا يرون الشمس إلى أيام، فضلاً عن القمر.

وخامسها أن القمر لاختلاف مطالعه ليس في حد واحد لجميع أهل الأرض، فقد يطلع

اسم الکتاب : معجزات حسية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست