responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجزات حسية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332

شخصية الرسول بهالة كبرى من الخوارق، منذ أن حملت به أمه الى أن لقى ربه، وبلغ الغلو بهم درجة لا تطاق، ومن المتأكد أنه ليس لهم سند من قرآن صريح أو حديث صحيح)[1]

وقال: (إن الكثيرين ـ حين يحاولون دراسة شخصية الرسول ـ يعمدون الى كتب السيرة ليأخذوا جزافا بكل ما ورد فيها، وهذه الكتب على كثرتها لا يجوز أن تكون مرجعا أصيلا فى هذا الصدد، لأنها كتبت فى عصور لم يكن النقد مباحا تماما فيها، ومعظمها كان يدون لغاية تعبدية، والخلافات الكثيرة فى رواياتها يحتم على الباحث أن يقف منها موقف الحذر والحيطة)

وقال: (وقد استوعبت كتب السيرة سيلا من أنباء الخوارق و المعجزات، التى تزيد و تنقص تبعا لاختلاف الأزمان التى دزنت فيها، فبينما نجد سيرة ابن هشام لا تعنى كثيرا بأنباء الخوارق و المعجزات، نجد أن سيرة ابن أبى الفداء، و(الشفاء) للقاضى عياض، وغيرهما، قد عنيت العناية الكبرى بها، وكتب السيرة مزدحمة بالرواة القصاصين الذين عرفوا بالصناعة القصصية فى ما يروون، وهؤلاء لا يتحرون الدقة فى سند الرواية أو متنها، لأنهم يعنيهم ـ فحسب ـ صياغة الأسلوب و عنصر التشويق)

ثم قال: (وإذا تركنا السيرة إلى كتب الحديث ألفينا أنفسنا إزاء مشكلة معقدة تجعل الباحث فى حيرة لا تنتهى ولا تقف عند حد.. وظهر وضع آلاف الأحاديث ونسبتها إلى النبى لتكون مؤيدا لحزب سياسى، أو ناقضا لحزب آخر، وانتهز اليهود والزنادقة فرصة هذه الخلافات التى تدثرت بالدماء فى معظم الأحايين، وراحوا يختلقون الأحاديث ليهدموا بها الاسلام، ويشغلوا العامة عن أصوله لتنصرف إلى شكلياته، كما تطوع كثير من السذج والبسطاء فوضعوا أحاديث فى الترغيب والترهيب، ظنا منهم أن فى هذا خدمة للدين، و لو عقلوا لأدركوا أنهم إنما أساؤوا


[1] محمد، الرسول البشر، ص 10 – 18.

اسم الکتاب : معجزات حسية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست